نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 299
كل البقول إلا الكراث " وسمكة عند رأسها خل وعند ذنبها ملح وسبعة أرغفة على كل واحد زيتون وحب رمان . ودخل ابن قزعة يوماً على عز الدولة وبين يديه طبق فيه موز فتأخر عن استدعائه فقال : ما بال مولانا ليس يدعوني إلى الفوز بأكل الموز فقال : صفه حتى أطعمك منه فقال : ما الذي أصف من حسن لونه فيه سبائك ذهبية كأنها حشيت زبداً وعسلاً أطيب الثمر كأنه مخ الشحم سهل المقشر لين المكسر عذب المطعم بين الطعوم سلس في الحلقوم ثم مد يده وأكل . وسمع رجلاً يذم الزبد فقال له : ما الذي ذممت منه سواد لونه أم بشاعة طعمه أم صعوبة مدخله أم خشونة ملمسه وقيل له : ما تقول في الباذنجان فقال : أذناب المحاجم وبطون العقارب وبزور الزقوم . قيل له : إنه يحشى باللحم فيكون طيباً فقال : لو حشي بالتقوى والمغفرة ما أفلح . وصنع الحجاج وليمة واحتفل فيها ثم قال لزاذان : هل عمل كسرى مثلها فاستعفاه فأقسم عليه فقال : أولم عبد عند كسرى فأقام على رؤوس الناس ألف وصيفة في يد كل واحد إبريق من ذهب . فقال الحجاج : أف والله ما تركت فارس لمن بعدها من الملوك شرفاً . وأهدى رجل إلى آخر فالوذجة زنخة وكتب إليه : إني اخترت لعملها السكر السوسي والعسل المارداني والزعفراني والأصبهاني فأجابه والله العظيم ما عملت إلا قبل أن توجد أصبهان وقبل أن تفتح السوس وقبل أن يوحي ربك إلى النحل . وقيل : إن أبا جهم بن عطية كان عيناً لأبي مسلم الخولاني على المنصور فأحس المنصور بذلك فطاوله الحديث يوماً حتى عطش فاستسقى فدعا له بقدح من سويق اللوز فيه السم فناوله إياه فشرب منه فما بلغ داره حتى مات فقيل في ذلك : [ من الطويل ] تجنب سويق اللوز لا تقربنه * فشرب سويق اللوز أردى أبا جهم وقال أبو طالب المأموني : [ من الطويل ] فما حملت كف امرئ متطعما * ألذ وأشهى من أصابع زينب وأصابع زينب ضرب من الحلوى يعمل ببغداد يشبه أصابع النساء المنقوشة . ودخل السائب على علي رضي الله تعالى عنه في يوم شات فناوله قدحاً فيه عسل وسمن ولبن فأباه فقال : أما إنك لو شربته لم تزل دفئاً شبعان سائر يومك . وعن نافع بن أبي نعيم قال : كان أبو طالب يعطي علياً قدحا من اللبن يصبه على اللات فكان علي يشرب اللبن ويبول على اللات . وأما الزهد في المأكل : فقد زهد فيه كثير من الأخيار مع القدرة عليه ومنهم من لا يقدر عليه . قالت عائشة رضي الله تعالى عنها والذي بعث محمداً صلى الله عليه وسلم بالحق ما كان لنا منخل ولا أكل رسول الله صلى الله عليه وسلم خبزاً منخولاً منذ بعثه الله تعالى إلى أن قبض قيل : فكيف كنتم تأكلون الشعير قالت : كنا نقول أف أف . وعن جابر رضي الله تعالى عنه رفعه : نعم الأدم الخل وكفى بالمرء سرفاً أن يتسخط ما قرب إليه . وقال عمر رضي الله تعالى عنه : " ما اجتمع عند رسول الله صلى الله عليه وسلم أدمان إلا أكل أحدهما وتصدق بالآخر . وقالت عائشة رضي الله تعالى عنها : " ما كان يجتمع لونان في لقمة في فم رسول الله صلى الله عليه وسلم إن كان لحماً لم يكن خبزاً وإن كان خبزاً لم يكن لحماً وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " يا علي ابدأ بالملح واختم به فإن فيه
299
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 299