نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 283
له كتاباً إلى أهل دمشق ليقوموا ببعض إصلاح حاله فدفع له عشرة آلاف دينار وقال له : لا أدعك تقاسي الذل على أبوابهم . ودخل رجل على علي بن سليمان الوزير فقال له : سألتك بالله العظيم ونبيه الكريم إلا ما أجرتني من خصمي فقال : ومن خصمك حتى أجيرك منه فقال : الفقر فأطرق الوزير ساعة وقال : قد أمرت لك بمائة ألف درهم فأخذها وانصرف . فبينما هو في الطريق إذ أمر الوزير برده إليه فلما رجع قال له : سألتك بالله العظيم ونبيه الكريم متى أتاك خصمك معنفاً فارجع إلينا متظلماً . وقال الأعمش : كانت عندي شاة فمرضت وفقدت الصبيان لبنها فكان خيثمة بن عبد الرحمن يعودها بالغداة والعشي ويسألني . هل استوفت علفها وكيف صبر الصبيان منذ فقدوا لبنها وكانت تحتي لبد أجلس عليه فكان إذا خرج يقول : خذ ما تحت اللبد حتى وصل من علة الشاة أكثر من ثلاثمائة دينار من بره حتى تمنيت أن الشاة لم تبرأ . وحكى أبو قدامة القشيري قال : كنا مع يزيد بن مزيد يوماً فسمع صائحاً يقول : يا يزيد بن مزيد فطلبه فأتي به إليه فقال : ما حملك على هذا الصياح قال : فقدت دابتي ونفدت نفقتي وسمعت قول الشاعر : [ من الطويل ] إذا قيل من للجود والمجد والندى * فنادي بصوت يا يزيد بن مزيد وحكي أن قوماً من العرب جاؤوا إلى قبر بعض أسخيائهم يزورونه فباتوا عند قبره فرأى رجل منهم صاحب القبر في المنام وهو يقول له : هل لك أن تبيعني بعيرك بنجيبي وكان الميت قد خلف نجيباً وكان للرائي بعير سمين فقال : نعم وباعه في النوم بعيره بنجيبه فلما وقع بينهما عقد البيع عمد صاحب القبر إلى البعير فنحره في النوم فانتبه الرائي من نومه فوجد الدم يسيح من نحر بعيره فقام وأتم نحره وقطع لحمه وطبخوه وأكلوا ثم رحلوا وساروا فلما كان اليوم الثاني وهم في الطريق سائرون استقبلهم ركب فتقدم منهم شاب فنادى هل فيكم فلان ابن فلان فقال صاحب البعير : نعم ها أنا فلان ابن فلان فقال : هل بعت من فلان الميت شيئاً قال : نعم . بعته بعيري بنجيبه في النوم فقال : هذا نجيبه فخذه وأنا ولده وقد رأيته في النوم وهو يقول : إن كنت ولدي فادفع نجيبي إلى فلان . فانظر إلى هذا الرجل الكريم كيف أكرم أضيافه بعد موته . وروي عن الهيثم بن عدي أنه قال : تمارى ثلاثة نفر في الأجواد فقال رجل : أسخى الناس في عصرنا هذا عبد الله بن جعفر فقال الآخر : أسخى الناس : قيس بن سعيد بن عبادة فقال الآخر : بل أسخى الناس اليوم عرابة الأوسي فتنازعوا بفناء الكعبة فقال لهم رجل : لقد أفرطتم في الكلام فليمض كل واحد منكم إلى صاحبه يسأله حتى ننظر بما يعود فنحكم على العيان . فقام صاحب ابن جعفر فوافاه وقد وضع رجله في ركاب راحلته يريد ضيعة له فقال الرجل : يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم ابن سبيل ومنقطع
283
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 283