responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 282


وقال أبو العيناء : حصلت لي ضيقة شديدة فكتمتها عن أصدقائي فدخلت يوماً على يحيى بن أكثم القاضي فقال : إن أمير المؤمنين جلس للمظالم وأخذ القصص فهل لك في الحضور قلت : نعم فمضيت معه إلى دار أمير المؤمنين فلما دخلنا عليه أجلسه وأجلسني ثم قال : يا أبا العيناء بالألفة والمحبة ما الذي جاء بك في هذه الساعة فأنشدته : [ من البسيط ] لقد رجوتك دون الناس كلهم * وللرجاء حقوق كلها تجب إن لم يكن لي أسباب أعيش بها * ففي العلا لك أخلاق هي السبب فقال : يا سلامة انظر أي شيء في بيت مالنا دون مال المسلمين فقال : بقية من مال قال : فادفع له منها مائة ألف درهم وابعث له بمثلها في كل شهر . فلما كان بعد أحد عشر شهراً مات المأمون فبكى عليه أبو العيناء حتى تقرحت أجفانه فدخل عليه بعض أولاده فقال : يا أبتاه بعد ذهاب العين ماذا ينفع البكاء فأنشأ أبو العيناء يقول : [ من الكامل ] شيئان لو بكت الدماء عليهما * عيناي حتى يؤذنا بذهاب لم يبلغا المعشار من حقيهما * فقد الشباب وفرقة الأحباب وكان أحمد بن طولون كثير الصدقة وكان راتبه منها في الشهر ألف دينار سوى ما يطرأ عليه من نذر أو صلة وسوى ما يطبخ في دار الصدقة . وكان الموكل بصدقته سليم الخادم فقال له سليم يوماً : أيها الأمير إني أطوف القبائل وأدق الأبواب لصدقاتك وإن اليد تمد إلي وفيها الحناء وربما كان فيها الخاتم الذهب والسوار الذهب أفأعطي أم أرد قال : فأطرق طويلاً ثم قال : كل يد امتدت إليك فلا تردها . وقال سلمة بن عياش في جعفر بن سليمان : [ من الطويل ] وما شم أنفي ريح كف شممتها * من الناس إلا ريح كفك أطيب فأمر له بألف دينار ومائة مثقال مسك ومائة مثقال عنبر . وكان عبد العزيز بن عبد الله جواداً . مضيافاً فتغدى عنده أعرابي يوماً فلما كان من الغد مر على بابه فرأى الناس في الدخول على هيئتهم الأمس فقال : أوكل يوم يطعم الأمير الناس قالوا : نعم فأنشأ يقول : [ من الخفيف ] أكل يوم كأنه عيد أضحى * عند عبد العزيز أو عيد فطر وله ألف جفنة مترعات * كل قدر يمدها ألف قدر وتعشى الناس ليلة عند سعيد بن العاص فلما خرجوا بقي فتى من الشام قاعداً فقال له سعيد : ألك حاجة وأطفأ الشمعة كراهة أن يخجل الفتى فذكر أن أباه مات وخلف ديناً وعيالاً وسأله أن يكتب

282

نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 282
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست