نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 277
لا تبخلن بدنيا وهي مقبلة * فليس ينقصها التبذير والسرف فإن تولت فأحرى أن تجود بها * فليس تبقى ولكن شكرها خلف وقال يحيى لولده جعفر : يا بني ما دام قلمك يرعد فأمطره معروفاً وقال بعضهم : [ من السريع ] لا تكثري في الجود لائمتي * وإذا بخلت فأكثري لومي كفي فلست بحامل أبداً * ما عشت هم غد إلى يومي وقال علي رضي الله تعالى عنه وكرم وجهه : لا تستح من عطاء القليل فالحرمان أقل منه . وسئل إسحاق الموصلي عن المخلوع فقال : كان أمره كله عجباً كان لا يبالي أين يقعد مع جلسائه وكان عطاؤه عطاء من لا يخاف الفقر . كان عنده سليمان بن أبي جعفر يوماً فأراد الرجوع إلى أهله فقال له : سفر البر أحب إليك أم سفر البحر قال : البحر ألين علي . فقال : أوقروا له زورقه ذهباً وأمر له بألف ألف درهم . وشكا سعيد بن عمرو بن عثمان بن عفان موسى شهوات إلى سليمان بن عبد الملك وقال : قد هجاني يا أمير المؤمنين فاستحضره سليمان وقال : لا أم لك أتهجو سعيداً . قال يا أمير المؤمنين : أخبرك الخبر : عشقت جارية مدنية وأتيت سعيداً فقلت : إني أحب هذه الجارية وإن مولاتها أعطيت فيها مائتي دينار وقد أتيتك فقال لي : بورك فيك فقال سليمان : ليس هذا موضع بورك فيك . قال : فأتيت يا أمير المؤمنين سعيد بن خالد فذكرت له حالي فقال : يا جارية هاتي مطرفاً فأتته بمطرف خز فصر لي في كل زاوية مائتي دينار فخرجت وأنا أقول : [ من الطويل ] أبا خالد أعني سعيد بن خالد * أخا العرف لا أعني ابن بنت سعيد ولكنني أعني ابن عائشة الذي * أبو أبويه خالد بن أسيد عقيد الندى ما عاش يرضى به الندى * فإن مات لم يرض الندى بعقيد ذروه ذروه إنكم قد رقدتموا * وما هو عن إحسانكم برقود فقال سليمان : قل ما شئت . وكتب كلثوم بن عمر إلى بعضي الكرماء رقعة فيها : [ من البسيط ] إذا تكرهت أن تعطي القليل ولم * تقدر على سعة لم يظهر الجود بث النوال ولا تمنعك قلته * فكل ما سد فقراً فهو محمود فشاطره ماله حتى بعث إليه بنصف خاتمه وفردة نعله . وباع عبد الله بن عتبة بن مسعود أرضاً بثمانين ألفاً فقيل له : لو اتخذت لولدك من هذا المال ذخراً فقال : بل اجعله ذخراً لي واجعل الله ذخراً لولدي وقسمه بين ذوي الحاجات . وكان ابن مالك القشيري من الأجواد قيل : إنه أنهب الناس ماله بعكاظ ثلاث مرات فعاتبه خاله فقال : [ من البسيط ]
277
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 277