responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 273


ولم أر في الخطوب أشد وقعاً * وأمضى من معاداة الرجال وذقت مرارة الأشياء طرا * فما شيء أمر من السؤال فأعطاه مائة ألف درهم . ودخل عليه الحسن يوماً وهو مضطجع على سريره فسلم عليه وأقعده عند رجليه وقال : ألا تعجب من قول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تزعم أني لست للخلافة أهلاً ولا لها موضعاً فقال الحسن : أو عجباً مما قلت قال : كل العجب . قال الحسن : وأعجب من هذا كله جلوسي عند رجليك فاستحيا معاوية واستوى جالساً ثم قال : أقسمت عليك يا أبا محمد ألا ما أخبرتني كم عليك ديناً قال : مائة ألف درهم فقال يا غلام : اعط أبا محمد ثلاثمائة ألف يقضي بها دينه ومائة ألف يفرقها على مواليه ومائة ألف يستعين بها على نوائبه وسوغها إليه الساعة . وكان معن بن زائدة من الأجواد وكان عاملاً على العراق بالبصرة قيل : إنه أتى إليه أحد الشعراء فأقام ببابه مدة يريد الدخول عليه فلم يتهيأ له ذلك فقال يوماً لبعض الخدم : إذا دخل الأمير البستان فعرفني فلما دخل أعلمه بذلك فكتب الشاعر بيتاً ونقشه على خشبة وألقاها في الماء الذي يدخل البستان وكان معن جالساً على القناة فلما رأى الخشبة أخذها وقرأها فإذا فيها بيت مفرد : [ من الطويل ] أيا جود معن ناج معناً بحاجتي * فليس إلى معن سواك شفيع فقال : من الرجل صاحب هذه فأتي به إليه فقال : كيف قلت فأنشده البيت فأمر له بعشر بدر فأخذها وانصرف . ووضع معن الخشبة تحت بساطه فلما كان اليوم الثاني أخرجها من تحت البساط ونظر فيها وقال : علي بالرجل صاحب هذه فأتي به فقال له : كيف قلت فأنشده البيت فأمر له بعشر بدر فأخذها وانصرف . ووضع معن الخشبة تحت بساطه فلما كان في اليوم الثالث أخرجها ونظر فيها وقال : علي بالرجل صاحب هذه فأتي به إليه فقال له : كيف قلت فأنشده البيت فأمر له بعشر بدر فأخذها وتفكر في نفسه وخاف أن يأخذ منه ما أعطاه فخرج من البلد بما معه فلما كان في اليوم الرابع طلب الرجل فلم يجده فقال معن : لقد ساء والله ظنه ولقد هممت أن أعطيه حتى لا يبقى في بيت مالي درهم ولا دينار . وفيه يقول القائل : [ من الطويل ] يقولون معن لا زكاة لماله * وكيف يزكى المال من هو باذله إذا حال حول لم تجد في دياره * من المال إلا ذكره وجمائله تراه إذا ما جئته متهللاً * كأنك تعطيه الذي أنت نائله تعود بسط الكف حتى لو أنه * أراد انقباضاً لم تطعه أنامله فلو لم يكن في كفه غير نفسه * لجاد بها فليتق الله سائله

273

نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 273
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست