نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 217
ولما غضب السلطان على الوزير ابن مقلة وأمر بقطع يده لما بلغه أنه زور عنه كتاباً إلى أعدائه وعزله لم يأت إليه أحد ممن كان يصحبه ولا توجع له ثم إن السلطان ظهر له في بقية يومه أنه بريء مما نسب إليه فخلع عليه ورد إليه وظائفه فأنشد يقول هذه الأبيات : [ من مخلع البسيط ] تحالف الناس والزمان * فحيث كان الزمان كانوا عاداني الدهر نصف يوم * فانكشف الناس لي وبانوا يا أيها المعرضون عنا * عودوا فقد عاد لي الزمان ومثله في المعنى : [ من الوافر ] أخوك أخوك من يدنو وترجو * مودته وإن دعي استجابا إذا حاربت حارب من تعادي * وزاد سلاحه منك اقترابا وقال أبو بكر الخالدي : [ من الكامل ] وأخ رخصت عليه حتى ملني * والشيء مملول إذا ما يرخص ما في زمانك من يعز وجوده * إن رمته إلا صدق مخلص فيجب على الإنسان أن لا يصحب إلا من له دين وتقوى فإن المحبة في الله تنفع في الدنيا والآخرة وما أحسن ما قال بعضهم : [ من الوافر ] وكل محبة في الله تبقى * على الحالين من فرج وضيق وكل محبة فيما سواه * فكالحلفاء في لهب الحريق فينبغي للإنسان أن يجتنب معاشرة الأشرار ويترك مصاحبة الفجار ويهجر من ساءت خلته وقبحت بين الناس سيرته قال الله تعالى : " الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين " الزخرف 67 . وقال تعالى : " وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم " الأنعام : 38 . فأثبت الله المماثلة بيننا وبين البهائم وذلك إنما هو في الأخلاق خاصة فليس أحد من الخلق إلا وفيه خلق من أخلاق البهائم ولهذا تجد أخلاق الخلائق مختلفة فإذا رأيت الرجل جاهلاً في خلائقه غليظاً في طبائعه قوياً في بدنه لا تؤمن ضغائنه فألحقه بعالم النمورة والعرب تقول : أجهل من نمر وإذا رأيت الرجل هجاماً على
217
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 217