responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 212


ما تحاب اثنان في الله إلا كان أفضلهما عند الله أشدهما حباً لصاحبه ما زار أخ أخاً في الله شوقاً إليه ورغبة في لقائه إلا نادته ملائكة من ورائه طبت وطابت لك الجنة وقالوا : ليس سرور يعدل لقاء الإخوان ولا غم يعدل فراقهم . وقالوا : شر الإخوان الواصل في الرخاء الخاذل عند الشدة وقالوا : إن من الوفاء أن تكون لصديق صديقك صديقاً ولعدو صديقك عدواً وقالوا : أعجب الأشياء ود من يهودي وحفظ من نصراني ورياضة من دهري وكرم من أعجمي والحذر من الكريم إذا أهنته واللئيم إذا أكرمته والعاقل إذا أحرجته والأحمق إذا مازحته والفاجر إذا عاشرته . وقالوا : صحب من الإخوان من أولاك جمائل كثيرة فكافأته بجميلة واحدة فنسي جمائله وبقي شاكراً ناشراً ذاكراً لجميلتك يوليك عليها الإحسان الكثير الجزيل ويجعل أنه ما بلغ من مكافأتك القليل . وقال ابن عائشة : لقاء الخليل شفاء الغليل . وقال بعض الحكماء إذا وقع بصرك على شخص فكرهته فاحذره جهدك قال عبد الله بن طاهر : [ من الطويل ] خليلي للبغضاء حال مبينة * وللحب آثار ترى ومعارف فما تنكر العينان فالقلب منكر * وما تعرف العينان فالقلب عارف وقال آخر : [ من الوافر ] وكنت إذا الصديق أراد غيظي * وشرقني على ظمأ بريقي غفرت ذنوبه وكظمت غيظي * مخافة أن أعيش بلا صديق وقال آخر : [ من الطويل ] وليس فتى الفتيان من جل همه * صبوح وإن أمسى ففضل غبوق ولكن فتى الفتيان من راح أو غدا * لضر عدو أو لنفع صديق وأما آداب المعاشرة : فالبشاشة والبشر وحسن الخلق والأدب فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أخلاق النبيين والصديقين البشاشة إذا تراءوا والمصافحة إذا تلاقوا " . وكان القعقاع بن شور الهذلي إذا جالسه رجل يجعل له نصيباً من ماله ويعينه على حوائجه ودخل يوماً على معاوية فأمر له بألف دينار وكان هناك رجل قد فسح له في المجلس فدفعها للذي فسح له فقال : [ من الوافر ]

212

نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 212
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست