responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 191

إسم الكتاب : المستطرف في كل فن مستظرف ( عدد الصفحات : 387)


ووجد القاسم بن عبيد الله المكتفي في مصلاه رقعة مكتوباً فيها : [ من الرجز ] بغى وللبغي سهام تنتظر * أنفذ في الأحشاء من وخز الإبر سهام أيدي القانتين في السحر وقال المنصور بن المعتمر لابن هبيرة حين أراد أن يوليه القضاء : ما كنت لألي هذا بعدما حدثني إبراهيم قال : وما حدثك إبراهيم قال : حدثني عن علقمة عن ابن مسعود قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الظلمة وأعوان الظلمة وأشياع الظلمة حتى من برى لهم قلماً أو لاق لهم دواة فيجمعون في تابوت من حديد ثم يرمى بهم في نار جهنم . وروى هارون بن محمد بن عبد الملك الزيات قال : جلس أبي للمظالم يوماً فلما انقضى المجلس رأى رجلاً جالساً فقال له : ألك حاجة قال : نعم . أدنني إليك فإني مظلوم وقد أعوزني العدل والإنصاف قال : ومن ظلمك قال : أنت ولست أصل إليك فأذكر حاجتي قال : وما يحجبك . وقد ترى مجلسي مبذولاً قال : يحجبني عنك هيبتك وطول لسانك وفصاحتك . قال : ففيم ظلمتك قال : في ضيعتي الفلانية أخذها وكيلك غصباً مني بغير ثمن فإذا وجب عليها خراج أديته باسمي لئلا يثبت لك اسم في ملكها فيبطل ملكي فوكيلك يأخذ غلتها وأنا أؤدي خراجها وهذا لم يسمع بمثله في المظالم فقال له محمد : هذا قول تحتاج معه إلى بينة وشهود أشياء فقال له الرجل أيؤمنني الوزير من غضبه حتى أجيب قال : نعم قد أمنتك . قال : البينة هم الشهود وإذا شهدوا فليس يحتاج معهم إلى شيء آخر فما معنى قولك بينة وشهود وأشياء وأي شيء هذه الأشياء إن هي إلا الجور وعدو لك عن العدل فضحك محمد وقال : صدقت والبلاء موكل بالمنطق وإني لأرى فيك مصطنعاً ثم وقع له مائة دينار يستعين بها على عمارة ضيعته وصيره من أصحابه فكان قبل أن يتوصل إلى الإنصاف وإعادة ضيعته له يقال له : يا فلان كيف الناس فيقول : بشر بين مظلوم لا ينصر وظالم لا ينتصر فلما صار من أصحاب محمد بن عبد الملك ورد عليه ضيعته وأنصفه قيل له ليلة كيف الناس الآن قال : بخير . قال : اعتمدت معهم الإنصاف ورفعت عنهم الإجحاف ورددت عليهم الغصوب وكشفت عنهم الكروب وأنا أرجو لهم ببقائك نيل كل مرغوب والفوز بكل مطلوب .
ومما نقل في الآثار الإسرائيلية في زمان موسى صلوات الله وسلامه عليه أن رجلاً من ضعفاء بني إسرائيل كان له عائلة وكان صياداً يصطاد السمك ويموت منه أطفاله وزوجته فخرج يوماً للصيد فوقع في شبكته سمكة كبيرة ففرح بها ثم أخذها ومضى إلى السوق ليبيعها ويصرف ثمنها في مصالح عياله فلقيه بعض العوانية فرأى السمكة معه فأراد أخذها منه فمنعه الصياد فرفع العواني خشبة كانت بيده فضرب بها رأس الصياد ضربة موجعة وأخذ السمكة منه غصباً بلا ثمن فدعا الصياد عليه وقال : إلهي جعلتني ضعيفاً وجعلته قوياً عنيفاً فخذ لي بحقي منه عاجلاً فقد ظلمني ولا صبر لي إلى الآخرة ثم إن ذلك الغاصب الظالم انطلق بالسمكة إلى منزله وسلمها إلى زوجته وأمرها أن تشويها فلما

191

نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 191
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست