responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 141

إسم الكتاب : المستطرف في كل فن مستظرف ( عدد الصفحات : 387)


مخالفتها فركبت ناقتي وصحبت رفقة في الطريق وقصدت العراق فلما وصلت دخلت على المهلب فسلمت عليه وقلت له : أصلح الله الأمير إني قطعت إليك الدهناء وضربت أكباد الإبل من يثرب فإنه أشار علي بعض ذوي الحجى والرأي بقصدك لقضاء حاجتي فقال : هل أتيتنا بوسيلة أو بقرابة وعشيرة فقلت : لا . ولكني رأيتك أهلاً لقضاء حاجتي فإن قمت بها فأهل لذلك أنت وأن يحل دونها حائل لم أذم يومك ولم أيأس من غمك فقال المهلب لحاجبه : اذهب به وادفع إليه ما في خزانة مالنا الساعة فأخذني معه فوجدت في خزانته ثمانين ألف درهم فدفعها إلي فلما رأيت ذلك لم أملك نفسي فرحاً وسروراً ثم عاد الحاجب به إليه مسرعاً فقال : هل ما وصلك يقوم بقضاء حاجتك فقلت : نعم أيها الأمير وزيادة فقال : الحمد لله على نجح سعيك واجتنائك جني مشورتك وتحقق ظن من أشار عليك بقصدنا قال الأسلمي : فلما سمعت كلامه وقد أحرزت صلته أنشدته وأنا واقف بين يديه : [ من البسيط ] يا من على الجود صاغ الله راحته * فليس يحسن غير البذل والجود عمت عطاياك أهل الأرض قاطبة * فأنت والجود منحوتان من عود من استشار فباب النجح منفتح * لديه ما ابتغاه غير مردود ثم عدت إلى المدينة فقضيت ديني ووسعت على أهلي وجازيت المشير علي وعاهدت الله تعالى أن لا أترك الاستشارة في جميع أموري ما عشت .
وحكي عن الخليفة المنصور أنه كان صدر من عمه عبد الله بن علي بن عبد الله بن العباس أمور مؤلمة لا تحتملها حراسة الخلافة ولا تتجاوز عنها سياسة الملك فحبسه عنده ثم بلغه عن ابن عمه عيسى بن موسى بن علي وكان والياً على الكوفة ما أفسد عقيدته فيه وأوحشه منه وصرف وجه ميله إليه عنه فتألم المنصور من ذلك وساء ظنه وتأرق جفنه وقل أمنه وتزايد خوفه وحزنه فأدته فكرته إلى أمر دبره وكتمه عن جميع حاشيته وستره واستحضر ابن عمه عيسى بن موسى وأجراه على عادة إكرامه ثم أخرج من كان بحضرته وأقبل على عيسى وقال له : يا ابن العم إني مطلعك على أمر لا أجد غيرك من أهله ولا أرى سواك مساعداً لي على حمل ثقله فهل أنت في موضع ظني بك وعامل ما فيه بقاء نعمتك التي هي منوطة ببقاء ملكي فقال له عيسى بن موسى : أنا عبد أمير المؤمنين ونفسي طوع أمره ونهيه فقال : إن عمي وعمك عبد الله قد فسدت بطانته واعتمد على ما بعضه يبيح دمه وفي قتله صلاح ملكنا فخذه إليك واقتله سراً ثم سلمه إليه وعزم المنصور على الحج مضمراً أن ابن عمه عيسى إذا قتل عمه عبد الله ألزمه القصاص وسلمه إلى أعمامه أخوة عبد الله ليقتلوه به قصاصاً فيكون قد استراح من الاثنين عبد الله وعيسى . قال عيسى : فلما أخذت عمي وفكرت في قتله رأيت من الرأي أن أشاور في قضيته من له رأي

141

نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 141
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست