نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 107
خير يعلمه " قال : فأنخت ناقتي قالت : " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم " فغضضت بصري عنها وقلت لها : اركبي فلما أرادت أن تركب نفرت الناقة فمزقت ثيابها فقالت : " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم " فقلت لها : اصبري حتى أعقلها قالت : " ففهمناها سليمان " فعقلت الناقة وقلت لها : اركبي فلما ركبت قالت : " سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون " قال : فأخذت بزمام الناقة وجعلت أسعى وأصيح فقالت : " واقصد في مشيك واغضض من صوتك " فجعلت أمشي رويداً رويداً وأترنم بالشعر فقالت : " فاقرؤوا ما تيسر من القرآن " فقلت لها : لقد أوتيت خيراً كثيراً قالت : " وما يذكر إلا أولو الألباب " فلما مشيت بها قليلاً قلت : ألك زوج قالت : " يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء أن تبد لكم تسؤكم " فسكت ولم أكلمها حتى أدركت بها القافلة فقلت لها : هذه القافلة فمن لك فيها فقالت : " المال والبنون زينة الحياة الدنيا " فعلمت أن لها أولاداً فقلت : وما شأنهم في الحج قالت : " وعلامات وبالنجم هم يهتدون " فعلمت أنهم أدلاء الركب فقصدت بها القباب والعمارات فقلت : هذه القباب فمن لك فيها قالت : " واتخذ الله إبراهيم خليلاً وكلم الله موسى تكليماً يا يحيى خذ الكتاب بقوة " فناديت يا إبراهيم يا موسى يا يحيى فإذا أنا بشبان كأنهم الأقمار قد أقبلوا فلما استقر بهم الجلوس قالت : " فابعثوا أحدكم بورقكم هذه إلى المدينة فلينظر أيها أزكى طعاماً فليأتكم برزق منه " فمضى أحدهم فاشترى طعاماً فقدموه بين يدي فقالت : " كلوا واشربوا هنيئاً بما أسلفتم في الأيام الخالية " فقلت : الآن طعامكم علي حرام حتى تخبروني بأمرها فقالوا : هذه أمنا لها منذ أربعين سنة لم تتكلم إلا بالقرآن مخافة أن تزل فيسخط عليها الرحمن فسبحان القادر على ما يشاء فقلت : ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم والله أعلم بالصواب وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
107
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي جلد : 1 صفحه : 107