responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 104


إليها بالزيارة في جوسقها فلما قرأت الرقعة قبلت الهدية ثم أرسلت إليه مع العجوز عنبراً وجعلت فيه زر ذهب وربطت ذلك على منديل وقالت للعجوز : هذا جواب رقعته فلما رأى كريم الملك ذلك لم يفهم معناه وتحير في أمره وكانت له ابنة صغيرة السن فلما رأت أباها متحيراً في ذلك قالت له : يا أبت أنا علمت معناه قال : وما هو لله درك قالت : [ من السريع ] أهدت لك العنبر في جوفه * زر من التبر خفي اللحام فالزر والعنبر معناهما * زر هكذا مختفياً في الظلام قال : فعجب من فطنتها وفصاحتها واستحسن ذلك منها .
وحكي أن طائفة من بني تميم كانوا يكسرون أول الفعل فمرت فتاة منهم جميلة الصورة على جماعة فناداها شخص منهم وأراد أن يوقعها فيما ينسب إليهم من كسر الفعل فقال : لأي شيء يا بني تميم ما تكتنون فقالت : ولم لا نكتني وكسرت الفعل فضحك عليها وقال أفعل إن شاء الله فخجلت من قوله وتغير وجهها وأرادت أن توقعه كما أوقعها فقالت له : هل تحسن شيئا من العروض . قال نعم . قالت قطع لي : [ من الرمل ] حولوا عنا كنيستكم * يا بني حمالة الحطب فقطعه فوقف على عن ثم ابتدأ بالنون والألف مع بقية الحروف فضحكت عليه وأضحكت أصحابه فقال : ويحك لم تبر حي حتى أخذت ثأرك .
وحكي أن شاعراً كان له عدو فبينما هو سائر ذات يوم في بعض الطرق إذا هو بعدوه فعلم الشاعر أن عدوه قاتله لا محالة فقال له . يا هذا : أنا أعلم أن المنية قد حضرت ولكن سألتك الله إذا أنت قتلتني امض إلى داري وقف بالباب وقل : ألا أيها البنتان إن أباكما فقال : سمعاً وطاعة ثم إنه قتله فلما فرغ من قتله أتى إلى داره ووقف بالباب وقال : ألا أيها البنتان إن أباكما . وكان للشاعر ابنتان فلما سمعتا قول الرجل : ألا أيها البنتان إن أباكما . أجابتاه بفم واحد : قتيل خذا بالثأر ممن أتاكما ثم تعلقتا بالرجل ورفعتاه إلى الحاكم فاستقرره فأقر بقتله فقتله والله أعلم .
وقيل : بينما كثير عزة مار بالطريق يوما إذا هو بعجوز عمياء على قارعة الطريق تمشي فقال لها تنحي عن الطريق فقالت له : ويحك ومن تكون . قال : أنا كثير عزة . قالت : قبحك الله وهل مثلك يتنحى له عن الطريق قال : ولم قالت : ألست القائل : [ من الطويل ] وما روضة بالحسن طيبة الثرى * يمج النور جئجاءها وعرارها بأطيب من أراد أن عزة موهنا * إذا أوقدت بالمجمر اللدن نارها

104

نام کتاب : المستطرف في كل فن مستظرف نویسنده : الأبشيهي    جلد : 1  صفحه : 104
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست