نام کتاب : المستجاد من فعلات الأجواد نویسنده : القاضي التنوخي جلد : 1 صفحه : 90
كنت في ابتداء أمري نازلاً مع أبي في داره ، وكان لا يزال يجري من غلماني وغلمانه وجواري وجواريه الخصومة ، كما يجري بين هذه الطبقات ، فيشكونهم إليه ، فأتبين الضجر والتنكر في وجهه ، فاستأجرت داراً بقربه وانتقلت إليها أنا وجواري وغلماني . وكانت داراً واسعة فلم أرض ما عندي من الآلة لها ، ولا لمن يدخل إلي من إخواني أن يروا مثله عندي . ففكرت في ذلك وكيف أصنع فيه فزاد فكري إلى أن خطر ببالي قبح الأحدوثة من نزول مثلي في دار بأجرة ، وإني لا آمن في وقت أن يستأذن علي وعندي من احتشمه ولا يعلم حالي ، فيقال : صاحب دارك يطلب أجرة الدار فضاق بذلك صدري ضيقاً شديداً حتى جاوز الحد فأمرت غلماني أن يسرجوا لي حماراً كان عندي لأمضي إلى الصحراء أتفرج فيها مما دخل قلبي فأسرج لي ، ولبست رداء ونعلاً وركبت ، فأفضى بي المسير وأنا مفكر لا أميز الطريق التي أسلك فيها حتى هجم بي على باب يحيى بن خالد فوثب غلمانه إلي وقالوا أين هذه الطريق ؟ فقلت : إلى الوزير أعزه الله ، فاستأذنوا لي في الدخول فدخلت ، وبقيت خجلاً ، قد وقعت في أمرين قبيحين ، إن دخلت عليه برداء ونعل ، وأعلمته أني قصدته في تلك الحال كان سوء أدب ، وإن قلت له أني كنت مجازاً ولم أقصدك فجعلتك طريقاً كان
90
نام کتاب : المستجاد من فعلات الأجواد نویسنده : القاضي التنوخي جلد : 1 صفحه : 90