نام کتاب : المستجاد من فعلات الأجواد نویسنده : القاضي التنوخي جلد : 1 صفحه : 82
فرق لي المأمون ، واستروحت روائج الرحمة في شمائله ، ثم أقبل على أخيه أبي إسحاق المعتصم وابنه العباس وجميع من حضر من خاصته فقال : ما ترون في أمره ، فكل أشار بقتلي إلا أنهم اختلفوا في القتلة كيف تكون ، فقال المأمون لأحمد بن أبي خالد : ما تقول يا أحمد فقال : يا أمير المؤمنين إن قتلته وجدك مثلك قتل مثله ، وإن عفوت عنه لم تجد مثلك عفا عن مثله ، فنكس المأمون رأسه وجعل ينكت بإصبعه في الأرض وقال متمثلاً : قومي هم قتلوا أميم أخي * فإذا رميت أصابني سهمي فلئن عفوت لأعفون جللاً * ولئن سطوت لأوهنن عظمي فكشفت المقنعة عن رأسي وكبرت تكبيرة عظيمة وقلت : عفا عني والله أمير المؤمنين ، فقال المأمون : لا بأس عليك يا عم اعتذر فقلت : ذنبي يا أمير المؤمنين أعظم من أن أتفوه معه بعذر ، وعفوك أعظم من أن أنطق معه بشكر ، ولكني أقول : إن الذي خلق المكارم حازها * في صلب آدم للإمام السابع ملئت قلوب الناس منك مهابة * وتظل تكلؤهم بقلب خاشع فعفوت عمن لم يكن عن مثله * عفو ولم يشفع إليك بشافع ورحمت أطفالاً كأفراخ القطا * وحنين والدة بقلب جازع
82
نام کتاب : المستجاد من فعلات الأجواد نویسنده : القاضي التنوخي جلد : 1 صفحه : 82