دخل أصل هذا الكتاب دار الكتب الظاهرية بدمشق منذ شهرين . والمخطوطة جميلة الخط سقيمة العبارة كتبت سنة ست وتسعين وتسعمائة بالمدينة المنورة وناسخها من النساخ الذين يحرفون ما تقع أنظارهم عليه ويعبثون بكلمات ويصوبونها بآرائهم ويطوون بعض الأسماء ويجيئون بغيرها من عندهم . والنقص في النسخة قليل اهتديت إلى املائه وحذفت بعض ما أضاف الناسخ في التصلية والترضية إذا كان مما لا يقتضيه نظام الكلام .
وقد ارشدني صديقي العلامة عباس الغراوي إلى أنه ليس في العراق نسخة من الكتاب وانه طبع في ألمانيا على الزنك سنة 1939 . وهذا المطبوع ينقص عشرين خبرا من مئة وخمسين خبرا حوتها مخطوطتنا كما فاته عشرون جوابا من الأجوبة المصيبة الت ألحقها القاضي التنوخي بكتابه وعددها في نسختنا أربعة وستون . وجاء في النسخة المطبوعة تسعة أخبار لم ترد في نسختنا ومنها ما لا يدخل في أخبار الأجواد وهي مقحمة فيها نحلها الناسخون للمؤلف لأغراض في نفوسهم فلم نر بدا من اضافتها إلى الهامش . وأفادنا ناشر الطبعة الألمانية الأستاذ اليوپولو أن عدد النسخ المعروفة من هذا السفر الجميل بلغت ست عشرة نسخة مبعثرة في خزائن أوروبا والاستانة والهند والمدينة ومكة والجزائر .
وقد اعتمدت في تصحيح « المستجاد » على كتب التراجم ودواوين الشعر وأمهات كتب اللغة والأدب ، وحاولت ارجاع النصوص إلى ما كانت عليه يوم وضعها المؤلف . وما تشددت بالإشارة إلى كل ما وقع في الأصل من هنات مجتزئا بالمهم منها حتى لا أشغل فراغا بتعليق هو في الواقع من البديهيات . وحللت بعض الكلمات التي لحظت أنها قد تستعصي على فهم الشادي في الأدب وأوجزت ما أمكن في شرحها . والله المسؤول أن ينفع بذلك قراء العربية .
محمد كردعلي جسرين ( غوطة دمشق ) 2 شعبان 1365 و 2 تموز 1946

6