نام کتاب : المستجاد من فعلات الأجواد نویسنده : القاضي التنوخي جلد : 1 صفحه : 167
به فلا يقصد أحداً إلا قال له : أجيرك من كل الناس إلا من أوس بن حارثة ، فإني ما أحب عداوته . فبينا هو يدور وقد أذكى أوس العيون عليه ، إذ رآه بعض من كان يرصده فقبض عليه وحمله إلى أوس . فلما حصل في يد مشاور أمه سعدى فيه ، وكان قد هجاها فأكثر . وقال أي قتلة تحبين أن أقتله ؟ قالت : كلا والله يا أوس إن قتلته ليثبتن قوله كالنقش في الصخر ، وليس يمحو هجاءه عنك إلا مديحه لك ، فامنن عليه وأطلقه ، واردد عليه ما أخذ له . فعلم أن الصواب ما أشارت به ، وأحضره وقال له : ما ترى إني صانع بك ؟ قال : تقتلني . قال : أنت مستحق لذلك مني لكن سعدى رقت لك وأشارت علي فيك بأمر وأنا فاعله ، ثم أمر به . ففك عنه ورد عليه إبله وزاد عليها من عنده ، وكساه وحمله ، وقال له : انصرف إلى أهلك راشداً . قال : فرفع بشر يده وطرفه إلى السماء ثم قال : اللهم اشهد على بشر أنه لا يمدح أحداً غير أوس بن حارثة ما مددت له في العمر . قال : فمدحه بعدة قصائد هي ثابتة في ديوانه . ومن قوله : إلى أوس بن حارثة بن لأم * ليقضي حاجتي فيمن قضاها إذا ما راية رفعت لمجد * أقاموها ليبلغ منتهاها
167
نام کتاب : المستجاد من فعلات الأجواد نویسنده : القاضي التنوخي جلد : 1 صفحه : 167