responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المختصر في أخبار البشر تاريخ أبي الفداء نویسنده : أبي الفدا    جلد : 1  صفحه : 4


فيعلم من المنجمين قال أبو عيسى ويعلم من قرانات زحل والمشتري في المثلثات وهم أيضا مختلفون في ذلك ويعلم أيضا من سفر قضاة بنى اسرائيل وهو أيضا غير محصل * وأما ما يؤخذ عن المؤرخين قبل الاسلام فهو أيضا مضطرب لأنهم كانوا يؤرخون من ابتداء ملك كل من يتملك منهم فكثرت ابتداآت تواريخهم قال حمزة الاصفهاني وقسدت تواريخهم بسبب ذلك فسادا لا مطمع في اصلاحه مع ما انضم إلى ذلك من بعد العهد وتغير اللغات كقدم الكتب المؤلفة في هذا الفن فصار تحقيق التواريخ القديمة بسبب ذلك متعذرا أو في غاية التعسر الأمر الثاني في معرفة نسخ التوراة وهي ثلاث نسخ السامرية والعبرانية واليونانية ( أما السامرية ) فتنبئ أن من هبوط أدم إلى الطوفان ألفا وثلثمائة وسبع سنين وكان الطوفان لستمائة سنة خلت من عمر نوح وعاش آدم تسعمائة وثلاثين سنة باتفاق فيكون نوح على حكم هذه التوراة قد أدرك من عمر آدم فوق مائتي سنة فنوح قد أدرك جميع آبائه إلى آدم وهذا غاية المنكر وتنبئ هذه النسخة أن من انقضاء الطوفان إلى ولادة إبراهيم الخليل عليه السلام تسعمائة وسبعا و ثلاثين سنة وان من ولادة ابراهيم إلى وفاة موسى حينئذ ألفان وسبع مائة و تسع وثمانون سنة وأما ما بين وفاة موسى وبين الهجرة ففيه مذهبان أحدهما اختيار المؤرخين والآخر اختيار المنجمين فاذا ضممنا إلى ذلك ما بين وفاة موسى والهجرة كان بين هبوط آدم وبين الهجرة على حكم اختيار المؤرخين وحكم توراة السامرية خمسة آلاف ومائة وسبع وثلاثون سنة وأما اختيار المنجمين فينقص عن هذه الجملة مائتين وتسعا وأربعين سنة قفد ظهر لك فساد هذه التوراة من كونها تقتضي ادراك نوح آدم و عيشه معه المدة الطويلة ( وأما التوراة العبرانية ) فهي أيضا مفسودة وذلك انها تنبئ ان ما بين هبوط آدم وبين الطوفان الف وخمسمائة وست وخمسون سنة وبين الطوفان وبين ولادة ابراهيم مائتان واثنان وتسعون سنة وعاش نوح بعد الطوفان ثلثمائة وخمسين سنة باتفاق فالتوراة العبرانية تنبئ ان نوحا أدرك عمر ابراهيم الخليل ثمانيا وخمسين سنة وهذه أيضا غاية المنكر فان نوحا لم يدرك ابراهيم أصلا ولا يجوز ذلك لأن قوم هود أمة نجمت بعد قوم نوح وأمة صالح نجمت بعد أمة هود وإبراهيم وأمته بعد أمة صالح ومما يدل على ذلك قوله تعالى مخبرا عن هود فيما يعظ به قومه وهم قوم عاد : ( واذكروا اذ جعلكم خلفاء من بعد قوم نوح وزادكم في الخلق بسطة ) وكذلك أخبر الله تعالى عن صالح فيما يعظ به قومه وهم ثمود قال ( واذكروا اذ جعلكم خلفاء من بعد عاد وبوأكم في الأرض تتخذون من سهولها قصورا وتنحتون الجبال بيوتا ) فقد ظهر فساد هذه التوراة العبرانية بذلك وهي التوراة التي بيد اليهود إلى زماننا هذا وعليها اعتمادهم ولنستوف ما تنبئ به

4

نام کتاب : المختصر في أخبار البشر تاريخ أبي الفداء نویسنده : أبي الفدا    جلد : 1  صفحه : 4
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست