نهى أبو بكر وعمر عن المتعة فقال ابن عباس ما يقول عروة ؟ قال يقول نهى أبو بكر وعمر عن المتعة . فقال ابن عباس : أراهم سيهلكون أقول قال النبيُّ ( ص ) ويقول نهى أبو بكر وعمر . حتى ابن عمر لم يتحمل فقال : أفكتاب الله أحق أن تتبعوا أم عمر . . ؟ ! ! - المغني : 3 / 232 : ( مسألة ) ( قال فإن أراد التمتع وهو اختيار أبي عبد الله فيقول اللهمَّ إني أريد العمرة ) وجملة ذلك أن الإحرام يقع بالنسك من وجوه ثلاثة تمتع وإفراد وقران واختلفوا في أفضلها فاختار إمامنا التمتع ثم الإفراد ثم القران وممن روي عنه اختيار التمتع ابن عمر وابن عباس وابن الزبير وعائشة والحسن وعطاء وطاوس ومجاهد وجابر بن زيد والقاسم وسالم وعكرمة وهو أحد قولي الشافعي وروى المروذي عن أحمد إن ساق الهدي فالقران أفضل وإن لم يسقه فالتمتع أفضل لأن النبي صلي الله عليه وسلم قرن حين ساق الهدي ومنه كل من ساق الهدي من الحل حتى ينحر هديه وذهب الثوري وأصحاب الرأي إلى اختيار القران لما روى أنس قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم أهلَّ بهما جميعاً : لبيك عمرة وحجاً لبيك عمرة وحجاً . متفق عليه وحديث الضبي بن معبد حين لبَّى بهما ثم أتى عمر فسأله فقال هديت لسنة نبيك ( ( الثالث ) إن أكثر الروايات أن النبي صلي الله عليه وسلم كان متمتعاً روى ذلك عمر وعلي وعثمان وسعد بن أبي وقاص وابن عباس وابن عمر ومعاوية وأبو موسى وجابر وعائشة وحفصة بأحاديث صحيحة وإنما منعه من الحل الهدي الذي كان معه ففي حديث عمر أنه قال : إني لا أنهاكم عن المتعة وإنها لفي كتاب الله ولقد صنعها رسول الله صلي الله عليه وسلم يعني العمرة في الحج وفي حديث علي أنه اختلف هو وعثمان في المتعة بعسفان فقال علي ماتريد إلى أمر فعله رسول الله صلي الله عليه وسلم تنهى عنه ! متفق عليه وللنسائي وقال علي لعثمان ألم تسمع رسول الله تمتع ؟ قال بلى ( المتعة في كتاب الله وقد أجمع المسلمون على جوازها ، فإن قيل فقد روى أبو داود بإسناده عن سعيد بن المسيب أن رجلاً من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم أتى عمر فشهد عنده أنه سمع رسول الله نهى عن العمرة قبل الحج قلنا هذا حاله في مخالفة الكتاب والسنة والإجماع كحال حديث أبي ذر بل هو أدنى حالاً فإن في إسناده مقالا . فإن قيل فقد نهى عنها عمر وعثمان ومعاوية قلنا فقد أنكر عليهم علماء الصحابة نهيهم عنها وخالفوهم في فعلها والحق مع المنكرين عليهم دونهم ، قد ذكرنا إنكار علي على عثمان واعتراف عثمان له وقول عمران بن حصين منكرا لنهي من نهى وقول سعد عائباً على معاوية نهيه عنها وردهم عليهم بحجج لم يكن لهم جواب عنها بل قد ذكر بعض من نهى عنها في