واعترض عمر على النبيِّ في صلح الحديبية ( وعمل لإفساد الصلح أعمالاً ! ! - البخاري : 3 / 178 : باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحروب وكتابة الشروط حدثني عبد الله بن محمَّد حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر قال أخبرني الزهري قال أخبرني عروة بن الزبير عن المسور بن مخرمة ومروان يصدق كل واحد منهما حديث صاحبه قالا خرج رسول الله ( ص ) زمن الحديبية حتى كانوا ببعض الطريق قال النبيُّ ( ص ) : إن خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة فخذوا ذات اليمين . فوالله ماشعر بهم خالد حتى إذا هم بقترة الجيش فانطلق يركض نذيراً لقريش وسار النبيُّ ( ص ) حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت به راحلته فقال الناس حل حل فألحت فقالوا خلات القصواء خلات القصواء فقال النبيُّ ( ص ) : ما خلات القصواء وما ذاك لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل . ثم قال : والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها . ثم زجرها فوثبت قال فعدل عنهم حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء يتبرضه الناس تبرضا فلم يلبثه الناس حتى نزحوه وشكي إلى رسول الله ( ص ) العطش فانتزع سهماً من كنانته ثم أمرهم أن يجعلوه فيه فوالله مازال يجيش لهم بالريِّ حتى صدروا عنه فبينما هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من قومه من خزاعة وكانوا عيبة نصح رسول الله ( ص ) من أهل تهامة فقال : إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي نزلوا اعداد مياه الحديبية ومعهم العوذ المطافيل وهم مقاتلوك وصادُّوك عن البيت . فقال رسول الله ( ص ) : إنَّا لم نجئ لقتال أحد ولكنا جئنا معتمرين وإنَّ قريشاً قد نهكتهم الحرب وأضرَّت بهم فإن شاؤوا ما ددتهم مدةً ويخلُّوا بيني وبين الناس فإن أظهر فإن شاؤوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا وإلا فقد جموا وإن هم أبوا فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي ولينفذن الله أمره . فقال بديل : سأبلغهم ما تقول . قال فانطلق حتى أتى قريشاً قال : إنا قد جئناكم من هذا الرجل وسمعناه يقول قولاً فإن شئتم أن نعرضه عليكم فعلنا فقال سفهاؤهم لا حاجة لنا أن تخبرنا عنه بشيءٍ ، وقال ذو الرأي منهم هات ماسمعته يقول ؟ قال سمعته يقول كذا وكذا فحدثهم بما قال النبيُّ ( ص ) ، فقام عروة بن مسعود فقال أي قوم ألستم بالوالد ؟ قالوا بلى . قال أوَلستم بالولد ؟ قالوا بلى . قال فهل تتهموني ؟ قالوا لا . قال ألستم تعلمون أني استنفرت أهل عكاظ فلما بلحوا عليَّ جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني ؟ قالوا بلى ؟ قال : فإنَّ هذا قد عرض لكم خطة رشدٍ اقبلوها ودعوني آتيه ؟ قالوا ائته . فأتاه فجعل يكلم النبيَّ ( ص ) فقال النبيُّ ( ص ) نحواً من قوله لبديل ، فقال عروة عند ذلك : أي محمَّد أرأيت إن استأصلت أمر