< فهرس الموضوعات > * * * علي بن أبي طالب يصف نتائج منع عمر من تدوين السنَّة ! ! < / فهرس الموضوعات > * * * علي بن أبي طالب يصف نتائج منع عمر من تدوين السنَّة ! ! < فهرس الموضوعات > جريمة قريش الكبرى بحق سنة النبيِّ ! ! < / فهرس الموضوعات > جريمة قريش الكبرى بحق سنة النبيِّ ! ! - نهج البلاغة : 2 / 188 : 210 - ومن كلام له × وقد سأله سائل عن أحاديث البدع وعما في أيدي الناس من اختلاف الخبر ، فقال × : إن في أيدي الناس حقَّاً وباطلاً ، وصدقاً وكذباً ، وناسخاً ومنسوخاً ، وعامَّاً وخاصَّاً ، ومحكماً ومتشابهاً ، وحفظاً ووهماً . ولقد كذب على رسول الله ( ص ) على عهده حتى قام خطيباً فقال : من كذب عليَّ متعمِّداً فليتبوأ مقعده من النار . وإنما أتاك بالحديث أربعة رجال ليس لهم خامس : رجل منافق مظهر للإيمان ، متصنع بالإسلام لا يتأثم ولا يتحرج ، يكذب على رسول الله ( ص ) متعمِّداً ، فلو علم الناس أنه منافق كاذب لم يقبلوا منه ولم يصدقوا قوله ، ولكنهم قالوا صاحب رسول الله ( ص ) رأى وسمع منه ولقف عنه فيأخذون بقوله ، وقد أخبرك الله عن المنافقين بما أخبرك ، ووصفهم بما وصفهم به لك ، ثم بقوا بعده عليه وآله السلام فتقربوا إلى أئمة الضلالة والدعاة إلى النار بالزور والبهتان ، فولوهم الأعمال وجعلوهم حكَّاماً على رقاب الناس ، وأكلوا بهم الدنيا . وإنما الناس مع الملوك والدنيا إلا من عصم الله فهو أحد الأربعة ورجل سمع من رسول الله شيئاً لم يحفظه على وجهه فوهم فيه ولم يتعمد كذباً فهو في يديه ويرويه ويعمل به ويقول : أنا سمعته من رسول الله ( ص ) ، فلو علم المسلمون أنه وهم فيه لم يقبلوه منه ، ولو علم هو أنه كذلك لرفضه ، ورجل ثالث سمع من رسول الله ( ص ) شيئاً يأمر به ثم نهى عنه وهو لا يعلم ، أو سمعه ينهى عن شيء ثم أمر به وهو لا يعلم ، فحفظ المنسوخ ولم يحفظ الناسخ ، فلو علم أنه منسوخ لرفضه ، ولو علم المسلمون إذ سمعوه منه أنه منسوخ لرفضوه ، وآخر رابع لم يكذب على الله ولا على رسوله ، مبغض للكذب خوفاً من الله وتعظيماً لرسول الله ( ص ) ولم يهم ، بل حفظ ما سمع على وجهه ، فجاء به على ما سمعه لم يزد فيه ولم ينقص منه ، فحفظ الناسخ فعمل به ، وحفظ المنسوخ فجنب عنه ، وعرف الخاص والعام فوضع كل شيء موضعه ، وعرف المتشابه ومحكمه . وقد كان يكون من رسول الله ( ص ) الكلام له وجهان : فكلام خاص وكلام عام ، فيسمعه من لا يعرف ما عنى الله به ولا ما عنى رسول الله ( ص ) ، فيحمله السامع ويوجهه على غير معرفة بمعناه وما قصد به وما خرج من أجله . وليس كل أصحاب رسول الله ( ص ) من كان يسأله ويستفهمه حتى أن كانوا ليحبون أن يجيء الأعرابي والطارئ فيسأله × حتى يسمعوا . وكان لا يمر بي من ذلك شيء إلا سألت عنه وحفظته . فهذه وجوه ما عليه الناس في اختلافهم وعللهم في رواياتهم ! !