طالب وامرأته فاطمة بنت أسد « رضوان الله عليهما » لما كفلا رسول الله « صلى الله عليه وآله » استبشرا بغرته ، واستسعدا بطلعته ، واتخذاه ولداً ، لأنهما لم يكونا رزقا من الولد أحداً . ثم إنه نشأ أشرف نشوء ، وأحسنه ، وأفضله ، وأيمنه ، فرأى فاطمة ، ورغبتها في الولد ، فقال لها : يا أمه ، قربي قرباناً لوجه الله تعالى خالصاً ، ولا تشركي معه أحداً ، فإنه يرضاه منك ويتقبله ، ويعطيك طلبك ويعجله . فامتثلت فاطمة أمره ، وقربت قرباناً لله تعالى خالصاً ، وسألته أن يرزقها ولداً ذكراً ، فأجاب الله تعالى دعاءها ، وبلغها مناها ، ورزقها من الأولاد خمسة : عقيلاً ، ثم طالباً ، ثم جعفراً ، ثم علياً ، ثم أخته المعروفة بأم هاني الخ . . [1] . وبعد أن ذكرت الرواية : أنها ولدت علياً « عليه السلام » في النصف من شهر رمضان ، فسر به النبي « صلى الله عليه وآله » ، وأمرها أن تجعل مهده جانب فرشته . وكان يلي أكثر تربيته ، ويراعيه في نومه ويقظته ، ويحمله على صدره وكتفه ، ويحبوه بألطافه وتحفه ، ويقول : « هذا أخي وصفيي ، وناصري ، ووصيي » . فلما تزوج النبي « صلى الله عليه وآله » خديجة أخبرها بوجدها ( الصحيح : بوجده ) بعلي « عليه السلام » ومحبته ، فكانت تستزيده وتزينه ، وتحليه وتلبسه ، وترسله مع ولائدها ، ويحمله خدمها ، فيقول الناس : هذا أخو محمد « صلى الله