السلام » يكسر الأصنام . . وذلك يعني : ألف : أن أحداً غير أبي طالب لم يره يفعل ذلك ، وأنه « عليه السلام » كان يتستر على فعله هذا . . مما يعني : أنه لم يكن يفعل ذلك على سبيل اللهو ، والعبث الطفولي . لأن اللهو والعبث لا يأتي بطريقة مدروسة ، وفي ظروف التخفي والتستر ، بل يكون بصورة عفوية ، وغير مقصودة . ب : كانت خشية أبي طالب من انكشاف الأمر في محلها ، فهو يعلم مدى خفة عقول أبناء قومه ، وإلى أي حد يبلغ بهم سفه الرأي والطيش . . وهو من ذرية إبراهيم الذي حطم أصنام قومه ، فجازوه بإلقائه في النار ليحرقوه ، فأنجاه الله تعالى منهم ، بمعجزة ظاهرة لم يستفيدوا منها الفكرة والعبرة ، وهؤلاء القوم أبناء أولئك ، فلا يتوقع منهم إلا مثل هذه التصرفات الرعناء . . ج : إن أبا طالب « عليه السلام » لم يشر إلى خشيته من سفهاء قومه ، وجهالهم ، بل أبدى خشيته من اطلاع كبار قومه ، وأصحاب الرياسة والزعامة ، ومن بيدهم قرار الحرب والسلم ، ومن يفترض فيهم أن يكونوا علماء ، حكماء ، حلماء ، وذوي نظرة بعيدة ، وبصيرة ثاقبة ، ويعالجون الأمور بحكمة وروية وتبصر ، لا أن يكونوا هم مصدر البلاء والشقاء ، وبؤرة السفه والطيش ، حيث ينقادون لأهوائهم ، ويتأثرون في مواقفهم بعصبياتهم ، وجهالاتهم . د : لم يذكر لنا أبو طالب إن كان قد ردع علياً « عليه السلام » عما كان يقوم به . . بل هو لم يشر إلى أي شيء يدل على تغيظه من فعله هذا أو إدانته له أو حتى