* ( وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكاً لَجَعَلْنَاهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ ) * [1] . إلى آخر ما هنالك من آيات لها هذا الطابع ، أو تصب في هذا الاتجاه . وفي مقابل ذلك ، فإننا لا نوافق الآخرين أبداً ، بل نخطأهم بقوة في نظرتهم المادية إلى الأئمة « عليهم السلام » ، بعيداً عن عنصر الغيب ، وعن الكرامات الإلهية ، وعن التصرف الغيبي ، والهيمنة على الواقع الراهن ، فيفسرون مواقفهم « عليهم السلام » وكل سلوكهم ، وأنحاء تعاملهم ، ويفهمونها على أساس مادي ، خاضع لحسابات عملية ، وظاهرية رياضية ، ولها آثار ونتائج طبيعية وذاتية بالدرجة الأولى . وهم يتجاهلون بذلك هاتيك النصوص ذات الطابع الغيبي ، التي تقوم على الألطاف الخفية ، والكرامة الإلهية لعباد الله الأصفياء ، وحججه على عباده ، وأمنائه في بلاده . فلا يكاد يقترب من تلك النصوص والآثار التي تسجل - على سبيل المثال - حقيقة : أنه يوم قتل الحسين « عليه السلام » لم يرفع حجر في بيت المقدس إلا ووجد تحته دم عبيط . ثم ظهور الحمرة في يوم عاشوراء ، وقول زينب « عليها الصلاة والسلام » لابن زياد أفعجبتم أن مطرت السماء دماً ولا يتصدى لبحث ذلك وتأييده ، أو رده وتفنيده رغم أن ذلك قد تأكدَ حصوله ، وليفترض لنا أن زينب « عليها السلام » إنما تفترض الحدث ولا تنقله لنا على أنه حقيقة واقعة .