موت ذاك . وولادة هذا مئات السنين ، فيدعوا الخليفة له بالنطع والسيف ، إلى آخر ما هنالك مما يحتاج استقصاؤه إلى وقت طويل وجهد وافر . أضف إلى جميع ما تقدم : أن الكثير مما كتب وسجل ، فإنما كتب بعقلية خرافية ، قاصرة وغير ناضجة . ولا أقل من أن كثيراً منهم ينطلق من تعصبات مقيتة ، أو من هوى مذهبي رخيص لا يلتزم بالمنطق السليم ، ولا يهتدي بهدى العقل ، ولا يؤمن بالحوار والفكر كأسلوب أفضل للتوضيح وللتصحيح . هذا . . إلى جانب أهواء وطموحات لا مشروعة ولا مسؤولة ، تتوسل بالتحوير والتزوير . لتتوصل إلى المناصب والمآرب . ومن خلال ذلك كله ، وسواه ، يصبح من الطبيعي : أن لا يجد الباحث في كتب التاريخ الملامح الحقيقة للشخصيات التي تقف في موقع التحدي للحكام ، ولمخططاتهم ، وتتصدى لأصحاب الأهواء المذهبية ، والتعصبات العرقية ، وغيرها ، ولإنحرافاتهم . رغم أن هذه الشخصيات تركت آثاراً عميقة في واقع الحياة السياسية والاجتماعية ، والعلمية والتربوية وغير ذلك . ومن هنا . . نعرف : أنه لا بد من البحث عن الأيدي الأمينة والمخلصة وتعهد لها بأن ترسم الملامح الحقيقية لهؤلاء الأفذاذ من الرجال . وأن تسعى لالتقاط ما تناثر هنا وهناك من لمعات ، أو ندّ من لفتات ولمحات ، لم يجد الحكام فيها خطراً ، ولربما أراد المؤرخون أن يقضوا بها وطراً .