أساسها أولئك الذين أرخوا لتلك الحقبة من الزمن ، وكتبوا ما يسمى ب « التاريخ الإسلامي » ؛ كانت في مجملها مزيفة ومضللة أريد منها تكريس الانحراف ، وتأكيده ، وتبريره ، والحفاظ عليه ، وتسديده . ولا نقول ذلك تعصباً ، ولا تجنياً على التاريخ والمؤرخين ، ما دام أن الكل يعترف لنا بحقيقة : أن التاريخ المكتوب ليس هو تاريخ الشعوب والأمم ، ولا يملك القدرة على أن يعكس لنا آمالها ، ولا آلامها ، ولا معاناتها أو حركتها في واقع الحياة . وإنما هو تاريخ الحكام والسلاطين ، ومن يدور في فلكهم . وحتى تاريخ الحكام هذا ، فإنه لم يستطع أن يعكس واقعهم بأمانة ودقة ونزاهة ، ما دام أنه غير قادر إلا على تسجيل ما يرضي الحكام ، ويصب في مصلحتهم ، ويقوي من سلطانهم ، مهما كان ذلك محرفاً وغير نقي ، أو مزوراً وغير واقعي . فلم يكن ثمة مؤرخ يملك حرية الرأي ، ولا هو مطلق التصرف فيما يريد أن يقول أو يكتب . كيف وهو يرى بأم عينه كيف أن رواية واحدة يرويها أحدهم في فضل علي « عليه السلام » ، تثير عليه غضب الحاكم ، فيصدر الأمر بجلده مئات السياط . ويروي الطبري حديث الطير ، فيرجم العامة داره ، حتى كان على بابه تل من الحجارة . ويروي أحدهم رواية حول مناظرة بين آدم وموسى « عليهم السلام » ، فيشكل الأمر على أحد الحاضرين ولا يعرف أين اجتمع آدم وموسى ، وبين