ولكن كيف يصح هذا الجمع ، ونحن نجد عدداً ممن قدمنا أسماءهم ، وغيرهم ممن ذكرهم العلامة الأميني في كتاب الغدير ، وغيره ، يصرون على أنه لم يولد في جوف الكعبة سوى علي ، لا قبله ولا بعده ؟ ! وأن تلك فضيلة اختصه الله بها دون غيره من العالمين ؟ ! وكيف يقبل هذا الجمع بين الروايتين ، ونحن نجد الحاكم يصرح بتواتر الأخبار في ولادة أمير المؤمنين « عليه السلام » في جوف الكعبة ، وبأنه لم يولد فيها أحد سواه ، ليدل بذلك على كذب ما يدعونه لغير علي « عليه السلام » ؟ ! فهل الحاكم بنظر المعتزلي جاهل بالحديث ؟ ! أم أنه يعده من الشيعة ؟ ! ومن أين لحديث ولادة حكيم بن حزام حتى خصوصية صحة سنده ، فضلاً عن أن يكون متواتراً ومقطوعاً به ؟ ! . لماذا حكيم بن حزام ؟ ! وإنما أرادوا إثبات هذه الفضيلة لحكيم بن حزام ؛ لأنه كان للزبيريين فيه هوى ، فهو ابن عم الزبير ، وابن عم أولاده ؛ فهو حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبد العزى ، والزبيريون ينتهون أيضاً إلى أسد بن عبد العزى . ولم يسلم حكيم إلا عام الفتح ، وهو من المؤلفة قلوبهم [1] ، وكان
[1] الإصابة ج 1 ص 349 و ( ط دار الكتب العلمية ) ج 2 ص 97 والاستيعاب ( بهامش الإصابة ) ج 1 ص 320 و ( ط دار الجيل ) ج 1 ص 362 ومجمع الزوائد ج 6 ص 188 والمعجم الكبير للطبراني ج 3 ص 186 والإكمال في أسماء الرجال ص 49 وتاريخ مدينة دمشق ج 15 ص 96 . وأسد الغابة ج 2 ص 40 وتهذيب الكمال ج 7 ص 172 وتهذيب التهذيب ج 2 ص 384 وتاريخ الإسلام للذهبي ج 4 ص 197 والوافي بالوفيات ج 13 ص 80 ونسب قريش ص 231 .