ذلك تماماً ، حيث سيرى : أن الأئمة « عليهم السلام » يلامسون الواقع عن قرب ، ويسجلون الموقف الرسالي المسؤول ، والواعي ، تجاه كل ما يجري ، ويدور حولهم . ولعلهم « عليهم السلام » يمثلون في أحيان كثيرة أعمق العوامل تأثيراً في مجمل الواقع السياسي ، والاجتماعي ، والثقافي ، والتربوي ، على مستوى الأمة بأسرها ، فضلاً عن تأثيرهم العميق ، في الدائرة التي يبدو - للوهلة الأولى - أنهم يعيشون فيها ، ويتعاملون معها . التزوير . . والأصالة : وفي مجال فهم عوامل هذا الاختلاف الظاهر بين ذينك التاريخين ، لا بد من التأكيد على الحقيقة التالية : أن ذلك الفريق الذي اهتم بتسجيل بعض اللمحات من حياة الأئمة ومواقفهم « عليهم السلام » . يختلف كثيراً في عقليته ، وفي مفاهيمه ، وفي طموحاته ، ثم في حوافزه ودوافعه ، وكذلك في أهدافه وغاياته عن ذلك الفريق الذي تصدى للتاريخ وللحياة العامة لتلك الفترة الزمنية ، التي عايشها الأئمة « عليهم السلام » . والأهم من ذلك الاختلاف الظاهر ، بين هذين الفريقين في مجمل المعايير والمنطلقات التي رضيها كلُّ لنفسه ، وانطلق منها لتمييز الحق من الباطل ، والصحيح من السقيم ، وعلى أساسها كان الرد أو القبول ، والخروج ، والدخول ، في مختلف المواقع والمواضع . وقد وجدنا : أن المنطلقات ، والمعايير ، التي انطلق منها ، وتحرك على