responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الخوارج والشيعة نویسنده : دكتر عبد الرحمن البدوي    جلد : 1  صفحه : 98


الاسلامية التي التأمت من جديد بفضل معاوية إلا كارهين مرغمين وبظواهرهم لا بقلوبهم ومن ثم أصبح علي راية كفاحهم ضد ظلم أهل الشام وكانوا ينظرون إلى الفترة القصيرة التي كانت فيها الكوفة لا دمشق حاضرة الاسلام وفيها بيت مال المسلمين - على أنها المثل الاعلى . فتمكن الشيعة أولا في العراق ولم يكونوا في الأصل فرقة دينية بل تعبيرا عن الرأي السياسي في هذا الإقليم كله . فكان جميع سكان العراق خصوصا أهل الكوفة شيعة على التفاوت فيما بينهم ولم يقتصر هذا على الافراد بل شمل خصوصا القبائل ورؤساء القبائل ولا يلاحظ بينهم إلا درجات في التشيع . لقد كان علي في نظرهم رمزا لسيادة بلدهم المفقودة .
ومن هنا نشأ تمجيد شخصه وآل بيته تمجيدا لم يرتح له أثناء حياته على أنه ما لبث أن تكونت بعد وفاته مذهب سري عبادة حقيقية لشخصه .
وأثبت حجة . . في تاريخ الشيعة طالما اتصل بالكوفة هو أبو مخنف بل إن الطبري يكاد لا يعتمد على غيره في ذكر أخبارهم وما أطولها !
بعد أن استتب الامر لمعاوية في العراق بعث المغيرة بن شعبة الثقفي واليا على الكوفة . وأطلق يده في كل شئ ولكنه أوصاه بشتم علي وذمه والترحم على عثمان ولاستغفار له والعيب على أصحاب علي وإقصائهم وترك الاستماع منهم وأن لا يدع ذم علي والوقوع فيه والعيب لقتلة عثمان واللعن لهم من فوق المنبر في صلاة الجمعة وأن يرغم بعض أنصار علي المتحمسين - وقد ذكر له أسماءهم - على شهود هذا اللعن . ومن بين أنصار علي حجر بن عدي وهو من أبرز رجال كندة ( وإن لم يكن رئيسهم ) شهد المواقع مع علي في صفين وغيرها . فكان حجر إذا سمع ذلك قال : بل إياكم فذمهم الله ولعن . فكان المغيرة يحذره ولكن لا يؤذيه وفي أواخر أيامه حدث ذات يوم أن قام المغيرة على عادته يذم عليا فنهض حجر بن عدي ( فنعر نعرة بالمغيرة سمعها كل من كان في المسجد وخارجا منه وقال : إنك لا تدري بمن تولع في هرمك أيها الانسان ! مر لنا بأرزاقنا وأعطياتنا فإنك قد حبستها عنا وليس ذلك لك ولم يكن يطمع في ذلك من كان قبلك وقد أصبحت مولعا بذم أمير المؤمنين وتقريظ المجرمين . . فقام معه أكثر من ثلثي الناس يقولون :
صدق والله حجر وبر . مر لنا بأرزاقنا وعطياتنا فإنا لا ننتفع بقولك هذا ولا يجدي علينا شيئا ( الطبري ) ( 2 / 113 ) . فنزل المغيرة من المنبر وذهب إلى بيته

98

نام کتاب : الخوارج والشيعة نویسنده : دكتر عبد الرحمن البدوي    جلد : 1  صفحه : 98
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست