وثمت حركة أخرى متأخرة كانت آخر حركات الخوارج في العصر الأموي وكانت أقل أهمية من الناحية السياسية ولكن أقرب إلى مذهب الخوارج وقد جرت في بلاد العرب والذي رواها في الطبري رواية خاص غير معروف بغير هذه الرواية وهو هارون بن موسى الذي نجده كذلك في فصل طويل في ( الأغاني ) ( 20 / 96 وما يليها ) وإلى جانبه المدائني برواية أكثر تفصيلا [1] . وتقول هذه الرواية إن إباضية البصرة بذروا بذورهم في جنوب الجزيرة العربية ( 2 ) وكان عبد الله بن يحيى في حضرموت على صلة وثيقة بهم وهو كندي من بني شيطان أراد إن ينتفض على جور الحكام وشجعه المقيمون بالبصرة على الخروج
[1] ترد نسبة هارون في الطبري ( 1 / 1942 س 14 ص 1981 س 12 ) و ( الأغاني ) ( 20 / 98 س 29 ) بصورة مختلفة في كل مرة . وعنه نقل ( الأغاني ) ( 20 / 98 س 29 - ص 100 س 23 ) الطبري ( ص / 1943 وما يليها ص 1981 وما يليها ص 2006 وما يليها ) و ( الأغاني ) ( 20 / 103 س 21 ص 105 س 2 ) الطبري ( ص 2008 - 2011 ) . وخاتمة روايته لا يوردها غير الطبري ( ص / 2012 وما يليها ) أما في ( الأغاني ) فلا يرد إلا بضع شذرات برواية مختلفة في موضوع آخر . ولكن ( الأغاني ) ( ص / 105 - 108 ) يتوسع في إيراد مواعظ الخوارج التي يلذ لهارون ذكرها أكثر مما يفعل الطبري - ولهذا فلا يمكن أن يكون مؤلف ( الأغاني ) كما قد يخيل إلى المرء مما ورد فيه بصفحات ( 98 س 29 ص 103 س 21 ) قد نقل روايات هارون عن الطبري على أن ذلك غير ممكن لأسباب أخرى إذ صاحب ( الأغاني ) يتابع تسلسل الرواية التي غالبا ما يقطعها الطبري ثم يستأنفها بعد ذلك بينما صاحب الأغاني يأتي بالتسلسل كاملا دون الثغرات إلي نراها في رواية الطبري كما أنه يصور الجو من حين إلى حين على نحو أوضح وأوسع كما يظهر خصوصا من مقارنة ( الأغاني ) ( 20 / 99 س 19 وما يليه بالطبري 2 / 1982 س 10 ) . وكان من الممكن إصلاح بعض الأخطاء وإكمال الناقص في طبعة ليدن لكتاب الطبري بمراجعة المناظرة في الأغاني - وعن المدائني نقل ( الأغاني ) ( 20 / 97 س 1 - ص 88 س 2 ص 100 س 24 - ص 103 ص 20 ص 108 س 8 ص 114 س 15 ) . وثمة اختلافات في الرواية وردت في أخبار القسم الأخير وهذه الاختلافات مأخوذة عن هارون ( ص 106 - 110 ) . وورد في الطبري روايتان موجزتان نقلا عن الواقدي راجع الطبري ( ص 2008 ، 2012 ) . ( 1 ) علمتهم التجربة أن يستغلوا موسم الحج في مكة لنشر مبادئهم ( الطبري 2 / 1942 ) . وقد حدث من قبل في سنة 107 ه أن خرج عباد الرعيني باليمن محكما ( الطبري 2 / 1487 ) أي داعيا بدعوة الخوارج .