من البصرة إلى مكة وساعدوا عبد الله بن الزبير ضد أهل الشام فلما مات يزيد الأول وارتحل أهل الشام ظهر الخلاف بين موقف الخوارج السياسي وبين موقف ابن الزبير [1] فارتحلوا عن مكة . فذهب أبو طالوت وأبو فديك وابن الأسود - وهم من آل بكر - إلى اليمامة فاستولوا عليها وذهب نافع بن الأزرق [2] وعبد الله بن الصفار وعبد الله بن أباض وحنظلة بن بيهس - وهم من بني تميم - وعبد الله وعبيد الله والزبير [3] أبناء الماحور - ذهبوا إلى البصرة . وهيأ هرب عبيد الله بن زياد وتنازع القبائل في البصرة - الفرصة لكي يتنفس الخوارج فكسروا أبواب السجون وخرجوا منها . وتولى نافع بن الأزرق قيادة ثلاثمائة رجل وخرج يريد الأهواز [4] . فلما اصطلح أهل البصرة على إمارة ببة [5] . ( وهو لقب عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب القرشي ) اجتمعوا ضد الخوارج الباقين في البصرة
[1] راجع ( الكامل ) ( ص / 604 س 18 ) ( ص / 608 س 12 ) . [2] ابن الأزرق لم يكن في الواقع تميميا ( حنظليا عند الطبري 2 / 517 ) بل بكريا من بني حنيفة ( الكامل ) ( 541 س 16 ص / 604 س 12 ) وراجع نشرة الفرت ( 78 : 1 ) وكذلك كان عبيدة ابن هلال بكريا ولكن من بني يشكر . [3] ورد خطأ في الطبري ( 2 / 573 ) بالصورة : ( زهير ) . كان ابنا لعلي بن الماحوز بينما عبد الله وعبيد الله كانا ابني بشير بن الحاموز . راجع عن أسرة الماحوز : الفرت ( ص / 80 ) ( الكامل ) ( ص / 609 ) ( ورأس هذه الأسرة فيما يقول ( الكامل ) وهو حسان بن يحدج وقد ورد ذكره أيضا في الكتاب المجهول المؤلف بنشرة ألفرت ( ص / 149 س 4 ) ولكن هذا كان بكريا ( من بني حنيفة ) - أخا لعبد الرحمن بن يحدج الذي حارب أولا مع نجدة ثم توجه بعد ذلك إلى فارس فأتعب عمر بن معمر ( نشرة ألفرت ص / 137 س 16 ص / 148 وما يليها ) . [4] حسبما ورد في نشرة الفرت ( ص / 79 س 15 ) أن ذلك وقع في نهاية شوال سنة 64 ه ( منتصف يونيو سنة 684 م ) . [5] [ الببة : كثرة اللحم وتراكبه ولقب بهذا اللقب لكثرة لحمه في صغره وله تقول أمه عند بنت أبي سفيان وهي تنقزه : لأنكحن ببه * جارية كالقبه مكرمة محبه * تجب أهل الكعبة جبهم : أي تغلبهم أي أنها تغلب نساء قريش بحسنها - راجع ( الكامل ) ( ص . 616 ) تعليق المترجم ) .