ثم استقدمه بعد أن قتل عمر بن حفص المهلبي فولاه إفريقية والمغرب وشيعه إلى فلسطين فحسده الأمراء والرؤساء وكان المنصور يقول ما أخطأت في شيء من تدبيري إلا في ثلاثة أشياء تشييع يزيد بن حاتم أرأيت لو نكث أكان يحسن بي أن أرجع أو كان يحسن بي أن ألقى الجيش بنفسي ويوم الراوندية وقوفي على باب الذهب أرأيت لو أن رجلا رماني بسهم أليس دمي كان يذهب ضياعاً وقتلي أبا مسلم وأنا في الخرق ومعه أهل خراسان ثلاثون ألفاً يعبدونه من دون الله . وفي يزيد هذا يقول ربيعة بن ثابت الرقي من بني أسد وقد وفد عليه أبياته السائرة في الناس إلى اليوم : لشتان ما بين اليزيدين في الندى * يزيد سليم والأغر بن حاتم يزيد سليم سالم المال والفتى * أخو الأزد للأموال غير مسالم فهم الفتى الأزدي إتلاف ما له * وهم الفتى القيسي جمع الدراهم فلا يحسب التمتام أني هجوته * ولكنني فضلت أهل المكارم يريد بالتمتام وهو المتردد في التاء يزيد بن أسيد السلمي سماه المبرد وهي من قصيدة حسنة يقول فيها : أبا خالد أنت المنوه باسمه * إذا نزلت بالناس إحدى العظائم كفيت بني العباس كل عظيمة * وكنت عن الإسلام خير مزاحم