غناء ولا دفاع ضمن محمد بن أبي عامر لصبح أم هشام سكون الحال وزوال الخوف واستقرار الملك لابنها على أن يمد بالأموال ويجعل إليه قود الجيوش إلى ما كان بيده من الخطط السنية وهو بقوة نفسه وسعادة جده يعد النصر ولا يمتري في الظهور ويستعجل الأسباب المعينة على الفتح حتى أسعف ولقي العدو فهزمه ووالي غزو بلاد الروم عالي القدم منصور العلم لا يخفق له مسعى ولا يؤوب دون مغنم كرة بعد أخرى إلى أن صار صاحب التدبير والمتغلب على جميع الأمور فدانت له أقطار الأندلس كلها وأمنت به ولم يضطرب عليه منها شيء أيام حياته لحسن سياسته وعظم هيبته . وكان ربما أنذر خاصته بما يكون وراءه من الفتن حتى ليكدر عليهم مجالس أنسه بما يلقي من ذلك إليهم فوقع الأمر على ما توقع وجرى القدر بما قدر على ذلك فما زال يبطش بأعدائه ويسقط من فوقه بقهره واستيلائه إلى أن صار الخليفة حينئذ هشام بن الحكم ليس له من الأمر غير الاسم خاصة فما ظنك برجاله ومواليه الذين منهم كان يرهب وبهم كان يتمرس هذا ونصرته على النصارى متوالية وغزواته في كل صائفة متصلة أزيد من خمسين عدها ابن حيان في كتابه الموضوع في أخبار الدولة العامرية وجعله لمن شاء خزله عن تاريخه الكبير أو ضمه إليه حتى أذعن له ملوك الروم ورغبوا في مصاهرته تناول ذلك كله بتأييد إلهي مدة طويلة وأورثه بنيه وقتا قصيرا . فأما أبو مروان عبد الملك المظفر منهم فقام بالدولة مقام أبيه وأغنى في غزو