فأساء السيرة وزكا على المحبة أبو عامر محمد بن أبي عامر فبسط المؤيد يده وقبض يد جعفر بن عثمان فأداله وابن أخيه . وقال ابن حيان استطال عليه محمد بن أبي عامر بكفايته ودفاعه العدو المتكالب لأول ولاية هشام ووفاة الحكم واستظهر على ذلك بمصاهرة غالب القائدة مولى الناصر عبد الرحمن بن محمد . وقد كان غالب فيما حكى الرازي شارك جعفر بن عثمان في الحجابة وصير فراشه في الصدر وعن يمينه جعفر وعن يساره أبو عامر للوزارتين قال ابن حيان فأدى ذلك إلى القبض على جعفر وعلى ولده وأسبابه وعلى أخيه هشام وسائر أقاربه وطولبوا بالأموال وكان ابن أبي عامر يحمل جعفرا معه في الغزوات تعنيتا وانتقاما منه فلما بان عجزه وضعف أقر بالمطبق إلى أن هلك فيه سنة اثنتين وسبعين وثلاثمائة فأسلم إلى أهله في أقبح صورة وقيل قتل خنقا وكان مقدما في صناعة الكتابة مفضلا على طبقته بالبلاغة وله شعر كثير مدون يدل على تمكنه من الإجادة وتصرفه في أفانين البيان وهو القائل : سألت نجوم الليل هي ينقضي الدجى * فخطت جوابا بالثريا كخط لا وكنت أرى أني بآخر ليلة * فأطرق حتى خلته عاد أولا وما عن هوى سامرتها غير أنني * أنافسها المجرى إلى رتب العلا