الخلافة فاستوزره وأمضاه مع ذلك على كتابته الخاصة وضم إليه بعد مدة ولاية الشرطة وأخدمه ابنه هشاما . وأقام على ذلك إلى وفاة الحكم واستخلاف هشام ابنه فحجبه يوم قعوده للبيعة وذلك يوم الاثنين لخمس خلون من صفر سنة ست وستين وثلاثمائة وعن يمينه ويساره الفتيان جؤذر وفائق ثم أهل الخطط على منازلهم وكان القائد محمد بن عبد اللّه بن أبي عامر وهو إذ ذاك يتولى الشرطة الوسطى والسكة والمواريث والوكالة يشرف على عقد الشهادات في نسخ البيعة بين يديه بعد ما كان القاضي محمد بن إسحاق بن السليم يأخذها على طبقات من شهدها من الأعمام وأبنائهم والوزراء وضروب أهل الخدمة ورجالات قريش وأعلام قرطبة حكى ذلك عيسى بن أحمد الرازي . قال ثم لما كان يوم السبت لعشر خلون من صفر المؤرخ قلد هشام حجابته جعفر بن عثمان لقدم صحبته لأبيه المستنصر وكان المستنصر قد شرفه لتأديب أبيه عثمان بن نصر له وصرفه في الأعمال وقدمه إلى الكور ثم استكتبه وهو ولي عهد وذكر نحوا مما تقدم من خبره قال ثم قدم هشام المؤيد ابن أخيه هشام بن محمد بن عثمان إلى خطة الخيل ثم إلى الوزارة وولى بنيه محمدا وعثمان وعبد الرحمن وأخاه سعيدا وابن أخيه محمدا الشرطة العليا والوسطى فلم ينهض بعبء ما قلده وخلف على المدينة ابنه محمدا