ومنها : اصبر فلست ترى على * أحد حماه الصبر عارا فالصبر أنفع دخرة * لو كنت آتيه اختيارا أنشد أبو نصر الفتح بن عبيد اللّه الإشبيلي في كتاب مطمح الأنفس ومسرح التأنس في محاسن أهل المغرب والأندلس من تأليفه أكثر هذه الأبيات والتي قبلها ونسبها لأبي الحزم جهور بن محمد بن جهور رئيس قرطبة المتأخر غلطا منه ووهما لاخفاء به وإنما هي لجده جهور بن عبيد اللّه هذا المذكور هنا ثم أعقب غلطه بغلط آخر أفحش منه فأورد أبياتا لابن فرج فيه يرثيه وأتى بعد ذلك برثاء ابن زيدون فأفرط وخلط وألحق بالباطل الحق أما ابن زيدون فرثاؤه لأبي الحزم الأخير صحيح غير معترض وأما ابن فرج فموته من مولده مقتربان عمرك اللّه كيف يلتقيان ولد جهور بن محمد سنة أربع وستين وثلاثمائة في المحرم وتوفي ابن فرج إثر وفاة الحكم المستنصر باللّه في صفر سنة ست بعدها وللفتح أيضا غلط ينضاف إلى ما تقدم في نسبة بيتين لأبي الحزم هذا وأنشدهما الحميدي لجهور بن محمد التجيبي أبي محمد المعروف بابن الفلو وهو الصحيح لأنه ذكر أنه شاهده بالمرية وكتبهما من شعره وهما : قلت يوما لدار قوم تفانوا * أين سكانك الكرام علينا فأجابت هنا أقاموا قليلا * ثم ساروا ولست أعلم أينا