ومن شعره ما أنشده له أبو علي حسين بن أبي سعيد القيرواني صاحب الكتاب المعرب عن المغرب : ومما شجا قلبي بتوزر أنني * تناءيت عن دار الأحبة والقصر غريبا فليت اللّه لم يخلق النوى * ولم يجر بين بيننا آخر الدهر ومن بنى عمهم عبد اللّه بن محمد بن عبد اللّه بن الأغلب بن سالم أبو العباس ويعرف هو وأبوه محمد وعمه الأغلب بن عبد اللّه ببني عبد اللّه وجده عبد اللّه الذين يعرفون به هو أخو أبي إسحاق إبراهيم بن الأغلب . وكان عمه الأغلب ممن أنهض لحرب منصور بن نصر الطنبذي أيام زيادة اللّه ابن إبراهيم فجند له جنده وانهزم . وولى محمد بن عبد اللّه لزيادة اللّه المذكور صقلية سنة سبع عشرة ومائتين وفتح بها فتوحات وقد كان زيادة اللّه أغزاه إليها سنة أربع ومائتين قبل فتحها على يد أسد بن الفرات بنحو من ثماني سنين فسبي منها شيئا كثيرا وانصرف . ثم وليها ابنه عبد اللّه بن محمد هذا لأبي عبد اللّه محمد بن أحمد بن محمد ابن الأغلب بن إبراهيم بن الأغلب المعروف بأبي الغرانيق سنة تسع وخمسين ومائتين وكان قد ولى قبل ذلك بحين أطرابلس ثم وليها مرة أخرى بعد ولاية صقيلة وولى أيضا إمارة القيروان وكان أديبا شاعرا طالبا للحديث والفقه وهو القائل لما أتاه كتاب عزله عن طرابلس يخاطب أبا هارون موسى بن مرزوق صاحب بريدها وكان له صديقا : قد أتى في الكتاب ما قد علمنا * من تناء ورحلة وفراق وعددنا الأيام فهي ثمان * بعد خمس سريعة الافتراق