بكل بيضاء من رآها * يحسبها شعلة السراج لا تنس مولاك في وغاه * واذكره في حومة الهياج فذكر أنه جاوبه بقوله : كيف وأنى لمن يناجي * من لوعة الهم ما أناجي يطمع أن يستريح وقتاً * أو يقتل الراح بالمزاج لو حمل الصخر بعض شجوي * عاد إلى رقة الزجاج كنت لما قد علمت الهول * إذ أنا مما شكوت ناج فصرت للبين في علاج * طم وأربى على العلاج الورد مما يهيج حزني * ويبعث السوسن اهتياجي أرى ليالي بعد حسن * أقبح من أوجه سماج لا ترج مما أردت شيئاً * أو يؤذن الهم بانفراج 77 ابنه الحكم بن عبد الرحمن المستنصر بالله أبو العاصي . ولى بعده الخلافة وهو ابن سبع وأربعين سنة وقيل ابن ثمان وأربعين سنة وشهرين ويومين وذلك يوم الخميس لثلاث خلون من رمضان سنة خمسين وثلاثمائة وتوفى لليلتين خلتا من صفر سنة ست وستين فكانت خلافته خمس عشرة سنة وخمسة أشهر وثلاثة أيام استغرقت خلافة أبيه الطويلة عمره حتى كان يقول له فيما يحكى عنه لقد طولنا عليك يا أبا العاصي . وكان حسن السيرة فاضلا عادلا مشغوفا بالعلوم حريصاً على اقتناء دواوينها يبعث فيها إلى الأقطار والبلدان ويبذل في أعلاقها ودفاترها أنفس