نام کتاب : التوابون نویسنده : إبراهيم بيضون جلد : 1 صفحه : 155
عميق عند القائد العام عبيد الله بن زياد وأفقدته السيطرة على أعصابه ، حين صب جام غضبه وقذف بشتائمه أحد قواده ( شرحبيل بن ذي الكلاع ) متهما إياه بالتخاذل والتقصير [1] . واستؤنف القتال الضاري في اليوم الثاني . وكان وضع الجيش الأموي قد أصبح أكثر تعزيزا ، بحيث ان التوازن العسكري اختل إلى حد كبير وانعدم التكافؤ بين القوتين المتحاربتين بشكل ظاهر . غير أن الروح النضالية المغامرة التي تميزت بها أعمال التوابين ، وذلك التسابق الجموح نحو الاستشهاد ، نسف كل قواعد التوازن . فقد كان صمودهم بطوليا ورائعا طوال يوم مثير ، أثخن فيه الفريقان قتلا وجراحا [2] ، ولم تكن نتيجته على ما يبدو حاسمة لاي منهما ، حتى كان اليوم الثالث [3] وهو الأكثر إثارة في معارك ( عين الوردة ) حين أطبق الجيش الأموي بكل إمكانياته على التوابين الذين أصبحوا في قلة قليلة بعد أن أفقدتهم اشتباكات اليوم السابق جزءا كبيرا من مقاتليهم . وقد وجدوا أنفسهم في هذا اليوم محاطين من كل جانب بقوات مكثفة من أعدائهم ، انقضت عليهم