نام کتاب : التوابون نویسنده : إبراهيم بيضون جلد : 1 صفحه : 143
تهيب زفر الموقف الخطير ، وخاف على ضيوفه المتهالكين على الشهادة ، والمتدافعين لقتال عدو ليسوا في حجمه . فأخذ يلح عليهم بالتروي والرجوع إلى قرقيسيا والعمل على تشكيل جبهة واحدة ضد المروانيين من بني أمية [1] ان شئتم دخلتم مدينتنا وكانت أيدينا واحدة ، فإذا جاء هذا العدو قاتلناهم جميعا [2] . ولكن هذه المعلومات عن الجيش الأموي الضخم لم تستثر التوابين الذين أصروا على متابعة المسيرة ، ورفضوا نصيحة زفر ، كما رفضوا من قبل نصيحة أمير الكوفة عبد الله بن يزيد . فقد رد سليمان على الأمير الكلابي قائلا : قد أرادنا أهل مصرنا على مثل ما أردتنا عليه وذكروا الذي ذكرت ، وكتبوا الينا بعدما فصلنا ، فلم يوافقنا ذلك فلسنا فاعلين [3] . ولابد هنا لاي متتبع لاخبار حركة التوابين ، الا ان يستوقفه ذلك الصمود الرائع لهذه الحركة العظيمة ، ولا بد ان تنتزع اعجابه تلك الشخصيات القيادية المرتفعة ،