نام کتاب : التنبيه والإشراف نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 309
بهم ، والانفراد عن مدينة السلام ، فخرج في آخر سنة 220 إلى ناحية القاطول ، فنزل قصرا كان للرشيد هنالك ، وهم أن يبنى في ذلك الموضع مدينة ، ثم بداله ولم يزل ينتقل في تلك النواحي حتى وقع اختياره على موضع سامرا * ، وهو في بلاد كورة الطيرهان ، فابتدأ ببنائها في سنة 221 ، وسماها سر من رأى ، وكملت في أسرع مدة وعظمت عمائرها ، واتصلت أسواقها وقصورها ، ونقلت إليها الدواوين والعمال وبيوت الأموال ، وقصدها الناس لنزول الخليفة بها وطببها وحسن موقعها وعمارتها وصنوف مكاسبهم . وقد ذكر أنها كانت قديمة مسماة بهذا الاسم ، سميت بسام بن نوح ، وأنها كانت آهلة عظيمة عامرة ، فلم تزل تتناقص على مر الزمان وكان آخر خرابها في أيام فتنة الأمين والمأمون ، وأن موضع قصر المعتصم ، كان ديرا للنصارى وأراضي ، فابتاعها منهم ، وسر من رأى آخر المدن العظيمة ، التي أحدثت في الاسلام ، وهي سبع ونحن ذاكروها في هذا الموضع لما تقتضيه الحال من ذكرها وحسن موقعها عند جمعها واتصال نظمها . فالأولى منها البصرة ، وكان تمصير عتبة بن غزوان أحد بنى مازن بن منصور إخوة سليم بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس بن عيلان بن مضر البصرة في المحرم سنة 17 للهجرة ، وبنى مسجدها . ومن الناس من يرى أنها مصرت في أحد شهري ربيع سنة 16 ، وأن عتبة ابن غزوان ، إنما خرج إليها من المدائن بعد فراغ سعد بن أبي وقاص من حرب الفرس بجلولاء الوقيعة ، وأن عتبة قدم البصرة وهي يومئذ تدعى أرض الهند فيها أحجار بيض فنزل موضع الخريبة وذهب أبو مخنف لوط بن يحيى الغامدي ، وأبو الحسن بن علي بن محمد المدائني والهيثم بن عدي وغيرهم ، إلى أن نزول عتبة بن غزوان موضع البصرة كان في
309
نام کتاب : التنبيه والإشراف نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 309