نام کتاب : التنبيه والإشراف نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 308
لآل المهلب ببلاد البصرة والبطائح والطفوف ، فلما قتل يزيد بن المهلب نقل يزيد بن عبد الملك بن مروان كثيرا منها إلى هذه النواحي ، ثم قتله جعفر بن مهرجيش الكردي . وكان ذا عدة عظيمة بين الموصل وآذربيجان وأرمينية ، قد تغلب على البلاد وأخاف السبيل ، وبسط يده في القتل . ثم هزيمة الأفشين لتوفيل ملك الروم ، ثم فتحه عمورية ، وأسره ياطس بطريقها وهي أعظم مدنهم بعد القسطنطينية ، وقد أتينا على شرح هذه الحروب والوقائع في كتابنا ( في اخبار الزمان ومن أباده الحدثان من الأمم الماضية والأجيال الخالية والممالك الدائرة ) واستوزر الفضل بن مروان ، وكان كاتبه قبل الخلافة ، ثم أحمد بن عمار ابن شاذي البصري ، وقيل بل كان خاصا به يتولى عرض الكتب عليه ، ولم يكن وزيرا ، واستوزر محمد بن عبد الملك الزيات . وكان نقش خاتمه " الحمد لله الذي ليس كمثله شئ ، وهو خالق كل شئ " وقضاته جعفر بن عيسى الحسنى من ولد الحسن بن أبي الحسن البصري ، وشعيب ابن سهل ، ومحمد بن سماعة ، وقاضي القضاة أحمد بن أبي دؤاد الأيادي . وكان يذهب في الفقه مذاهب البصريين ، وهي طريقة الحسن البصري وعبيد الله بن الحسن العنبري ، وعثمان البتي والأصم وغيرهم ، وتخلفه أبو الوليد ابنه وحاجباه محمد بن حماد بن دنقش ، وبغا الكبير . وهو أول خليفة من خلفاء بنى العباس انتقل عن مدينة السلام منذ بناها المنصور . وكان السبب في ذلك ، أن أهلها كرهوه وتأذوا بجواره حين كثر عبيده الأتراك ، وغيرهم من الأعاجم ، لما كانوا يلقون منهم ومن غلظتهم ، وربما وثبت العامة على بعضهم ، فقتلوه لصدمهم إياهم في حال ركضهم ، فأحب التنحي
308
نام کتاب : التنبيه والإشراف نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 308