نام کتاب : التنبيه والإشراف نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 272
وسار عبد الرحمن راجعا لاخراج الحجاج من العراق ، ومسألة عبد الملك إبدالهم به ، فلما عظمت جموعه ولحق به كثير من أهل العراق ورؤسائهم وقرائهم ونساكهم عند قربه منها خلع عبد الملك ، وذلك باصطخر فارس وخلعه الناس جميعا وسمى نفسه " ناصر المؤمنين " وذكر له أنه القحطاني الذي ينتظره اليمانية وأنه يعيد الملك فيها ، فقيل له إن القحطاني على ثلاثة أحرف ، فقال اسمى عبد وأما الرحمن فليس من اسمى ، وسار الحجاج للقائه حتى لقيه دون تستر من كور الأهواز بسبعة فراسخ ، فهزم أصحاب الحجاج ، وقتل منهم نحو من ثمانية آلاف . وسار الحجاج إلى البصرة ، فنزل الراوية وسار ابن الأشعث حتى نزل الخريبة ، وذلك في سنة 83 . فأقاموا يقتتلون نحوا من شهرين ، ثم خرج ابن الأشعث إلى الكوفة ليلا لينغلب عليها في نفر يسير وأصبح أصحابه ، فبايعوا عبد الرحمن بن عباس بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، فلقيهم الحجاج فهزمهم ، ولحقوا بابن الأشعث ، فخرج ابن الأشعث من الكوفة حتى نزل دير الجماجم ، وسار الحجاج حتى نزل دير قرة ، وكان كتب إلى عبد الملك يستمده فأمده بابنه عبد الله بن عبد الملك وأخيه محمد بن مروان ، فاقتتلوا بدير الجماجم نحوا من أربعة أشهر ، فكانت الوقائع بينهم فيما قيل نحوا من ثمانين وقعة ، وابن الأشعث في نحو من ثمانين ألفا ، وقيل أكثر من ذلك . والحجاج في دون جمعه ولم يكن بعد وقائع صفين أعظم من هذه الحروب ولا أهول من هذه الزحوف ، ثم انهزم ابن الأشعث وأهل العراق ، وقتل منهم جمع كثير ، وسار ابن الأشعث إلى البصرة ، وتبعه الحجاج فخرج عنها ، فكان التقاؤهم بمسكن من أرض العراق ، فهزم أهل العراق وقتلوا قتلا ذريعا ، ومضى ابن الأشعث فيمن تبعه حتى صار إلى سجستان ، وكاتب رتبيل وصار إليه فوجه الحجاج بجيش كثيف إلى سجستان . وكتب إلى رتبيل بتسليم ابن الأشعث فيمن تبعه ، ورغبه
272
نام کتاب : التنبيه والإشراف نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 272