نام کتاب : التنبيه والإشراف نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 237
إسم الكتاب : التنبيه والإشراف ( عدد الصفحات : 362)
( الاستذكار ) عند ذكرنا هذه الغزاة ، وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهدم مسجد الضرار وإحراقه ، وكان في بنى سالم بن عوف من الأوس ، وفيه أنزل الله عز وجل " الذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله " . وتوفيت أم كلثوم ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في شعبان ، وفى ذي القعدة من هذه السنة كانت وفاة عبد الله بن أبي بن مالك بن الحارث بن عبيد بن مالك بن الحبلى ، وهو سالم بن غنم بن عوف بن الخزرج بن حارثة ، وأم أبيه سلول امرأة من خزاعة بها تعرف ، وكان أحد المنافقين ، وقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة مهاجرا ، والتاج ينظم له ليملك وسن رسول الله صلى الله عليه وسلم في هذه السنة فرائض الصدقات وأوجب في الغلات مما سقى سيحا أو سقته السماء العشر ، وما سقى بالنواضح نصف العشر ، على ما في ذلك من التنازع بين فقهاء الأمصار في الوسق والحصر وغير ذلك . ثم وجه عليه الصلاة والسلام أبا بكر الصديق رضي الله عنه في ذي الحجة ليحج بالناس ونزلت عليه سورة براءة ، فبعث بسبع آيات من صدرها مع علي بن أبي طالب ، وأمره أن يقوم بها على الناس بمنى إذا اجتمعوا ، وقال " أذن في الناس أنه لا يدخل الجنة كافر ، ولا يحج بعد هذا العام مشرك ، ولا يطوف بالبيت عريان ومن كان له عند رسول الله صلى الله عليه وسلم عهد فهو له إلى مدته ، وأجل الناس أربعة أشهر من يوم تنادى ، ليرجع كل قوم إلى مأمنهم ، ثم لا عهد لمشرك ولا ذمة وحمل عليا على ناقة العضباء ، على ما في هذا الخبر من التنازع والتأول بين فرق أهل الصلاة من أصحاب النص من الشيعة ، وأصحاب الاختيار من المعتزلة والخوارج والمرجئة وفقهاء الأمصار وغيرهم من الحشوية والنابتة ، فحج المسلمون وحج المشركون على منازلهم من الشرك ، وقام على بمنى على ما أمره
237
نام کتاب : التنبيه والإشراف نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 237