نام کتاب : التنبيه والإشراف نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 236
ابن عرفطة ، وتخلف عبد الله بن أبي معسكرا في الموضع المعروف بالجرف في قطعة من الجيش ، وفى هذه الغزاة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب لما خلفه بالمدينة ولم يخلفه قبلها ، وقد رأى كراهية على لذلك " أفلا ترضى أن تكون منى بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه لا نبي بعدي " والأشهر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم استخلف عليا على المدينة ، ليكون مع من ذكرنا من المتخلفين ، وقد ذكرنا السبب الذي له ومن أجله خلفه ، وسبب تخلف عبد الله ابن أبي فيما ذكرنا في كتاب ( الاستذكار ، لما جرى في سالف الاعصار ) الذي كتابنا هذا تال له ، وفيها كانت قصة الثلاثة الذين خلفوا ، فأنزل الله عز وجل " وعلى الثلاثة الذين خلفوا حتى إذا ضاقت عليهم الأرض بما رحبت " وهم من الأنصار ، كعب بن مالك الخزرجي ، ومرارة بن الربيع ، وهلال بن أمية الاوسيان وقد أتينا على ما كان بينه وبين هرقل ، ملك الروم من المراسلات في هذه الغزاة في حال مقامه صلى الله عليه وسلم بتبوك ، وهرقل يومئذ بحمص ، وقيل بدمشق فيما سلف من كتبنا وبعث من هناك خالد بن الوليد المخزومي إلى أكيدر بن عبد الملك الكندي صاحب دومة الجندل ، فأخذه أسيرا وفتح الله عليه دومة ، وجاءه وهو بتبوك أسقف أيلة يحنة بن روبة فصالحه على أن على كل حالم بها دينار في السنة ، وقدم عليه أهل أذرح فسألوه الصلح على الجزية فقبلها وكتب لهم كتابا ، وفى هذه الغزاة نهى عن إخصاء الخيل ، وغزوة تبوك آخر غزواته صلى الله عليه وسلم وفى انصرافه من هذه الغزاة هم عدة من المنافقين باغتياله صلي الله عليه وسلم ليلا وإلقائه في الثنية ، وهم المعروفون بأصحاب العقبة ، فحال الله بينهم وبين ما أرادوا بنبيه وظهره عليهم ، وقد أتينا على شرح خبرهم وسمائهم في كتاب
236
نام کتاب : التنبيه والإشراف نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 236