نام کتاب : التنبيه والإشراف نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 119
ذكر الطبقة الثانية من ملوك الروم وهم المتنصرة وتأريخهم وأعدادهم . وما كان من الكوائن والاحداث العظام الديانية والملوكية في أيامهم أول ملوك هذه الطبقة قسطنطين بن قسطنس يعرف ، بأمه هيلانى ، وإليها ينسب على ما قدمنا ، ملك اثنتين وثلاثين سنة وثلاثة أشهر وهو الذي أظهر دين النصرانية وحارب عليها حتى قبلت وانتشرت في البلاد إلى هذه الغاية ، وقد ذكرنا في كتاب ( الاستذكار ، لما جرى في سالف الاعصار ) التنازع في سبب تنصره وتركه ما كان عليه من مذاهب الحنفاء ، وما قالت الحنفاء في ذلك من ظهور الوضح في جسمه وإجماعهم على خلعه ، إذ كان في أصل دياناتهم وواجب عباداتهم أن من كان به ذلك لا يصلح للملك ، وانه ما يل من فشى فيه دين النصرانية واستظهر بهم وبخاصته وصنائعه على من خالفه وأظهر النصرانية ، إذ كان غير محظور فيها تمليك من به ذلك وقول من قال منهم انه كتم ما ظهر به وأفشاه إلى بعض وزرائه ممن كان يخفى النصرانية ، وأعلمه انه يخشى خلعه عن الملك ، فضمن له القيام بكفايته ذلك وأنفذ عدة عساكر إلى من حوله من الأعداء مرة بعد أخرى ، بأسماء الأصنام السبعة التي كانت على أسماء الكواكب السبعة ، ومثالات لها من النيرين والخمسة وكان الصابئون يقربون لها القرابين ويعتكفون على عبادتها ، بعد أن جعلها في غاية الضعف فعادت منكوبة مهزومة ، فأظهر الازراء بها والتنقص لمن يرى عبادتها ، وأشار عليه حينئذ بالانتقال إلى النصرانية ففعل وما ذهب إليه النصارى من أن السبب في ذلك ظهور صليب له نوري في
119
نام کتاب : التنبيه والإشراف نویسنده : المسعودي جلد : 1 صفحه : 119