نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 90
ما الاستغفار ؟ إنّ الاستغفار درجة العليّين ( 1 ) ، وهو اسم واقع على ستة معان ( 2 ) : أولها الندم على ما فعل ( 3 ) ، والثاني العزم على ترك العود إليه أبدا ، والثالث أن تؤدي إلى المخلوقين حقوقهم حتى تلقى اللَّه أملس ليس عليك تبعة ، والرابع أن تعمد إلى كلّ فريضة عليك ضيعتها فتؤدي حقّها ، والخامس أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السّحت فتذيبه بالأحزان حتى تلصق الجلد بالعظم وينشأ بينهما لحم زائد ( 4 ) ، والسادس أن تذيق الجسم ألم الطاعة كما أذقته حلاوة المعصية . [165] - وقال عليه السلام : الزهد كلَّه بين كلمتين من القرآن ، قال اللَّه تعالى : * ( لِكَيْلا تَأْسَوْا عَلى ما فاتَكُمْ ولا تَفْرَحُوا بِما آتاكُمْ ) * ( الحديد : 23 ) ومن لم يأس على الماضي ولم يفرح بالآتي فقد أخذ الزهد بطرفيه . [166] - ومن كلام له لما قبض رسول اللَّه صلَّى اللَّه عليه وسلَّم : أيها الناس شقّوا أمواج الفتن بسفن النجاة ، وعرّجوا عن طريق المناظرة ( 5 ) ، وضعوا ( 6 ) تيجان المفاخرة ، أفلح من نهض بجناح أو استسلم فأراح ؛ ماء آجن ولقمة يغصّ بها آكلها ، ومجتني الثمرة لغير وقت إيناعها كالزارع بغير أرضه ، فإن أقل يقولوا : حرص على الملك ، وإن أسكت يقولوا ( 7 ) : جزع من الموت ، هيهات بعد اللَّتيا