responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 8


عليه أصحابه ، ويودعون في غياهب السجون ؛ وربما افترضنا أنّ الخليفة المستنجد الذي جعل لابن حمدون مكانة خاصة وكفل له تقدما في حضرته واختصاصا بخدمته ( 1 ) أخذ عليه بعض التقصير في شؤون العمل أو الاستخفاف ببعض الآيين ، فأخرج غضبه في صورة أخرى ، حرّضه عليها بعض الحاسدين ، حين نبهه إلى أن ذلك « الموظف » غير المخلص يغمز من الدولة التي يعمل في ظلها ، فيما جمعه من أخبار وقصص في كتابه ، فأمر بحبسه ؛ أما مدة ذلك الحبس فلا تتحدث عنها المصادر ، ولعلها صادفت لديه مرضا وقهرا نفسيا فقضى نحبه في أوائل سنة 562 ( حسب قول العماد وابن خلكان ) أو في الحادي عشر من ذي القعدة سنة 562 ( حسب قول ابن الدبيثي ) ، ودفن في مقابر قريش ( 2 ) ؛ وفي ظلّ خدمته للدولة كان يلقب بكافي الكفاة أو كافي الدولة كما كان يلقب ببهاء الدين ( 3 ) .
عرف ابن حمدون بالفصاحة ( 4 ) والمعرفة التامة بالكتابة والأدب ، كما وصف بأنه كان كريم الأخلاق حسن العشرة وأنه « كلف باقتناء الحمد وابتناء المجد » ( 5 ) ويستفاد من كلمة للعماد أنه كان يقرب أهل الأدب ويشملهم بعطفه ( 6 ) ؛ وتدلّ التذكرة على أنه كان شغوفا بالأدب والتاريخ إلى جانب ما يحتاج إليه « الكاتب » من فروع الثقافة الأخرى ؛ ولا بدّ لمن يؤلف مثل التذكرة أن يكون شغوفا بجمع الكتب ، فالتذكرة إنما هي في نهاية الأمر ثمرة المطالعة والتقييد لما يستحسنه المطالع ، وقد نقدر أن هذا النحو من النشاط كان مجالا لارتياح ابن حمدون من أعباء الوظيفة ، كلما خلا إلى نفسه ، كما أن الحكايات في التذكرة

8

نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون    جلد : 1  صفحه : 8
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست