نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 7
وعاصر خلافة المسترشد ( 512 - 529 ) والراشد ( 529 - 530 ) والمقتفي ( 530 - 555 ) وجانبا من خلافة المستنجد ( 555 - 566 ) . ولا نسمع بشيء عنه قبل خلافة المقتفي ، ولكنا لا نستطيع أن نقدر أنه ظلّ حتى بداية عهد المقتفي ، وسنّه يومئذ تناهز السادسة والثلاثين ، عاطلا عن العمل وقد كان أبوه وأخواه قد مهّدوا له الطريق إلى وظائف الدولة ؛ ولا بد من أن تكون وظيفة « عارض الجيش » التي تولاها في عهد المقتفي ( 1 ) درجة من درجات الترقي في وظائف الدولة . وفي سنة 558 وفي خلافة المستنجد خلت وظيفة صاحب ديوان الزمام بعد عزل أبي المظفر محمد بن عبد اللَّه ، فخلفه عليها أبو المعالي ( 2 ) ، ولعله لم يدم فيها أكثر من ثلاث سنوات ، فقد تغيرت نفس الخليفة عليه ، وكان كتابه التذكرة ، فيما يقال ، سببا في ذلك . وكل ما يقوله العماد الأصفهاني في هذا الصدد - وعنه ينقل سائر المصادر - أن الإمام المستنجد وقف في الكتاب « على حكايات ذكرها نقلا عن التواريخ توهم في الدولة غضاضة ، ويعتقد للتعرض فيها عراضة ، فأخذ من دست منصبه وحبس ، ولم يزل في نصبه إلى أن رمس » ( 3 ) . وليس في مقدورنا اليوم أن نحدّد - على وجه الدقة - طبيعة التهمة الموجهة إلى ابن حمدون ، ولا تعيين النصوص التي ظنها المستنجد غمزا وتعريضا ، وربما لم نستطع ذلك حتى بعد رؤية جميع أجزاء التذكرة محققة والقيام بدراسة محتوياتها ودلالاتها ، فقد كانت هذه الأسرة تعيش في كنف العباسيين ، وتنعم بعطفهم ، وإن أظهر الجزء الأول من التذكرة بعض ميل إلى العلويين ؛ فأكبر الظنّ أن هذا الميل كان معروفا لدى الخلفاء الذين عمل لهم بنو حمدون ، وهو شيء موروث من بني حمدان إن صحت النسبة إليهم ، وذلك لم يكن أمرا يحاسب
7
نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 7