نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 67
[90] - قال كميل بن زياد ( 1 ) النخعي : أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فأخرجني إلى الجبانة ، فلما أصحر تنفّس الصعداء ثم قال : يا كميل إنّ هذه القلوب أوعية فخيرها أوعاها ، فاحفظ عني ما أقول لك : إنّ الناس ثلاثة عالم ربانيّ ، ومتعلَّم على سبيل نجاة ، وهمج رعاع أتباع كلّ ناعق يميلون مع كلّ ريح ، لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق . يا كميل : العلم خير من المال فالمال تنقصه النفقة والعلم يزكو على الإنفاق . يا كميل : معرفة العلم دين يدان به ، يكسب الإنسان الطاعة في حياته ، وجميل الأحدوثة بعد وفاته . والعلم حاكم والمال محكوم عليه . يا كميل بن زياد : هلك خزّان المال وهم أحياء ، والعلماء باقون ما بقي الدهر ، أعيانهم مفقودة ، وأمثالهم في القلوب موجودة ، ها إنّ ها هنا لعلما جما - وأشار إلى صدره - لو أصبت له حملة ؛ بلى أصبت لقنا ( 2 ) غير مأمون عليه ( 3 ) ، مستعملا آلة الدين للدنيا ، ومستظهرا بنعم اللَّه على عباده ، وبحججه على أوليائه ، أو منقادا بجملة ( 4 ) الحق لا بصيرة له في إجابة ( 5 ) ، ينقدح الشكّ في قلبه لأول عارض من شبهة ، ألا لا ذا ولا ذاك ، أو منهوما باللذة ، سلس القياد للشهوة ، أو مغرما بالجمع والادّخار ، ليسا من رعاة الدين في شيء ، أقرب