نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 456
مجرّد سياسة ونظر للملك ، وفعل أبي العباس مع أنه ما خلا من سياسة وأدب فهو بكرم الأخلاق أليق وأولى . [1167] - ومن صائب الرأي ما كان يفعله أبو محمد الحسن بن محمد المهلبي فإن صاحبه معزّ الدولة أبا الحسين أحمد بن بويه ، كان حديدا سريع الغضب بذيء اللسان يشتم وزراءه ويسبّهم ، وكان المهلبيّ مع فضله وعلمه وكمال مروءته وأدبه ، يصبر من ذلك على ما لا يصبر عليه أحد ، ولا ينكسر لما يبدو منه في حقّه . فقيل له : لو أظهرت الانخزال والانكسار لكان أصلح لئلا يظنّ بك تهاونا بأمره . فقال : ليس يخفى عليّ ذلك ، ولكنّ هذا الأمير خرق عجول لا يملك لسانه ، فإن ذهبت أظهر الاستيحاش من هذيانه ، وقع له أني قد تنكَّرت له وأنّي لا أناصحه ، ولعله يتّهمني بما لا يدور في فكري فيكون سببا لجائحة ونكبة ، وليس له غير التغافل والتبسّم في وجهه إذا أمكن ، فإن لم يمكن ذلك خوفا من غضبه فليس إلا قلة الفكر فيه . [ 1168 ] - ذكر أنّ فاطمة بنت الحسين بن علي عليهما السلام أعطت ولدها من الحسن بن الحسن ما ورثته منه ، وأعطت ولدها من عبد اللَّه بن عمرو بن عثمان موروثها منه ، فوجد ولد الحسن بن الحسن في أنفسهم ، لأن ما ورثت من عبد اللَّه بن عمرو كان أكثر ، فقالت : يا بنيّ ، إني كرهت أن يرى أحدكم شيئا من مال أبيه بيد أخيه فيجد من ذلك في نفسه فلذلك فعلت ما فعلت . [1169] - وكان عضد الدولة أبو شجاع فنّاخسرو بن الحسن بن بويه من ساسة الملوك ، وله في ذلك أخبار مشهورة وأفعال مستحسنة ، ولما ملك