نام کتاب : التذكرة الحمدونية نویسنده : ابن حمدون جلد : 1 صفحه : 428
ولعلّ الحسد والملالة وشهوة الاستبدال اشتركت في ذلك منه ؛ وهناك جنايات ( 1 ) في صلب الملك أو في بعض الحرم فلا يستطيع الملك أن يكشف للعامة موضع العورة في الملك ، ويحتجّ لتلك العقوبة بما يستحقّ ذلك الذنب ( 2 ) ولا يستطيع الملك ترك عقابه لما في ذلك من الفساد ، على علمه بأن عذره غير مبسوط للعامة ولا معروف عند أكثر الخاصة . ولعلّ المأمون أراد العذر بهذا الكلام عما كان يتّهم به من قتل الفضل بن سهل وينسب إليه من الوضع عليه . وان صحّ ذلك فمأخوذ من رأي رآه الرشيد في يحيى بن خالد فلم يتم له ؛ قال يزيد بن مزيد ، ( 3 ) قال لي الرشيد : ما بقي في العرب من يفتك ؟ قلت : وما ذاك يا أمير المؤمنين ؟ قال : رجل يقتل لي يحيى ابن خالد ، قال قلت له : أنا أقتله وآتيك برأسه . قال : ليس كذا أريد ، إنما أريد أن يقتله رجل فأقتله به ، قال : فحدّثت به الفضل بن سهل بمرو فوجم واغتمّ . [1093] - نزل رجل من أهل العسكر فعدا بين يدي المأمون وشكا إليه مظلمته ، فأشار بيده : حسبك ، فقال له بعض من كان يقرب من المأمون : يقول لك أمير المؤمنين اركب ، قال له المأمون : لا يقال لمثل هذا اركب ، إنما يقال له : انصرف . [1094] - بينا الحسن اللؤلؤيّ يحدّث المأمون ليلا بالرقّة ، وأطال الحسن